أطلقت رئيسة "لجنة إغاثة ​بيروت​" الوزيرة السابقة ​مي شدياق​، في مؤتمر صحافي في حضور النائب ​جان طالوزيان​ والوزير السابق ​ريشار قيومجيان​ وحشد من ​مخاتير بيروت​ وأهلها، عريضةً توقَّع من أهالي الضحايا والشهداء و​المفقودين​ ومن المصابين جراء الانفجار في ​مرفأ بيروت​، ومن جميع من تهدّمت أو تضرَّرت منازلهم أو شركاتهم أو مؤسّساتهم، للمطالبة بتحقيق دولي، لترسل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ​أنطونيو غوتيريس​، بواسطة ممثل ​الأمم المتحدة​ في ​لبنان​ يان كوبيتش؛ لإتخاذ الإجراءات الآيلة إلى تعيين لجنة تقصّي حقائق دوليّة تكون مهمّتها الإنتقالَ سريعًا إلى لبنان والمباشرة بتحقيقاتها حول الإنفجار والوصول إلى نتائج يُبنى عليها في محاكمة المسؤولين عن تلك الجريمة.

وشدّدت شدياق على أنّ "الهدف من الدعوة لتحقيق دولي، مُحاسبة من تسبّب بهذه الجريمة ومن كان وراءها وكي لا ينتهي مصير مسببي جريمة الرابع من آب كباقي الجرائم والإغتيالات، ولينال الضحايا حقّهم ولو كان معنويًّا".

وشرحت أبرز ما ورد في العريضة، لافتةً إلى أنّ "ما حصل في 4 آب هو جريمة جنائيّة دوليّة، وأنّ السلطات اللبنانيّة غير مؤهّلة لمتابعة التحقيقات، لثبوت إهمالِها وتقصيرِها وفسادها، فضلًا عن عجزها وارتباكها في التعامل مع هذه الفاجعة، وأنّه وتحقيقًا للعدالة، ولتحقيق مستقل قادر على كشف الحقيقة ومعاقبة المسؤولين، وسندًا لميثاق الأمم المتحدة لاسيّما المادّة 34 منه، نَطلب من أمين عام الأمم المتحدة اتخاذ الإجراءات الآيلة إلى تعيين لجنة تقصّي حقائق دوليّة مؤلّفة من خبراء دوليّين من ذوي الإختصاص، في أقرب وقت، تكون مهمّتها الإنتقال سريعًا إلى لبنان والمباشرة بتحقيقاتها حول الإنفجار الّذي هزّ العاصمة اللبنانية، وإيداعكم نتائج تحقيقاتها كي يبنى عليها في محاكمة المسؤولين عن تلك الجريمة".

ودعت المتضرّرين الّذين يريدون التوقيع، "التوجّه إلى خيم "Ground-0" الموجودة في ​ساحة ساسين​، ​مار مخايل​ و​الكرنتينا​، أو الاتصال على الرقم 79104526، أو إرسال رسالة على "WhatsApp" لتحديد موعد بين الجانبين للتوقيع". وبيّنت أنّ "فريقًا من متطوّعي "Ground-0" سيزور المتضرّرين في بيوتهم خصوصًا كبار السن للتوقيع على العريضة"، موضحةً أنّه "يمكن الإطلاع على تفاصيل إضافيّة عنها وعن "Ground-0"، عبر زيارة موقع "www.groundzerobeirut.org".

وركّزت شدياق على أنّ "24 يومًا على مرور إنفجار المرفأ، وحتّى هذه اللحظة لم نشهد أيّ تطوّر جدّي، رغم أنّه كان مِن المفترض أن نحصل على نتيجة أوليّة في الأسبوع الأول بعد الإنفجار، ما يؤكّدُ مرّةً جديدةً صوابيّة عدم ثقتنا بالتحقيق المحلّي، وبهذه السلطة الّتي لا تتوانى عن بسط نفوذها السياسي وترهيبها ومحسوبيّاتها على كلّ المؤسّسات الأمنيّة والقضائيّة والإداريّة، وتتدخّل في عمل كلّ من يحاول أداء واجباته بطريقة مهنيّة وبإحترافيّة وتضيّق عليه، لينتهي بنا المطاف إلى ملف فارغ كالعادة، من دون أدلّة ولا متّهمين فعليّين أو حتّى مشتبه فيهم، بل إلى أضاحي يقدّمونهم لحرقهم على مذبح التحقيق وتمييع الحقيقة وضياعها في سراديب التركيبة الغوغائيّة الّتي أرسوها؛ وبالتالي يوضع التحقيق في الجوارير وينجو الفاعل من المحاسبة وعدالة المحكمة".

كما استذكرت محاولة اغتيالها، قائلةً: "بتسألوني كيف بعرف؟ إيه بعرف، لأنّ ​القضاء​ حتّى اللحظة لم يجد "قصقوصة ورق" بمحاولة اغتيالي الّتي تصادف ذكراها الـ15 بعد أقل من شهر من اليوم، ولأنّ المحاكمات السياسيّة والإدانات غير المثبتة إلّا عند سلطة الأمر الواقع بذاكرتنا، ولأنّ كثرًا قدّموا اعترافات فقط ليتخلّصوا من التعذيب في وقت الجاني فار من العدالة".

وتطرّقت إلى نشاطات "Ground-0" الّتي أطلقت منذ اليوم الأول بعد الإنفجار، لـ"مساندة الاهالي المنكوبين والعاصمة الّتي شهدت أسوأ ضربة في تاريخها"، مشيرةً إلى أنّ "المتطوّعين ساهموا بدايةً بإزالة الركام وتأمين دعم طبّي للجرحى وبأعمال إغاثيّة أُخرى، وبدأت بعدها بمسح وتقييم مفصّل للشرق والمحال التجارية المتضرّرة، وأطلقت حملة "Donate to Lebanon" لمَن يرغب بالتبرّع من لبنان ومن كلّ دول العالم لترميم وتأهيل أكبر عدد من المنازل".