لفتت مصادر مواكبة لمسار تأليف الحكومة الجديدة، لصحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أنّ "رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ كان يسعى لأن تكون ​الاستشارات النيابية​ الملزمة اليوم السبت، لكن رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ تدخّل لإجرائها الاثنين، بهدف منح الاتصالات مزيدًا من الوقت للتوصّل إلى قاسم مشترك بين ​الكتل النيابية​ لتسمية رئيس، وتأمين الحدّ الأدنى من التوافق على اسم الرئيس المقبل".

وأشارت إلى أنّ "المشاورات الّتي قام بها الرئيس عون قبل الدعوة للاستشارات النيابية لم تتوصّل إلى أي شيء، ووصلت إلى طريق مسدود. واللافت أنّ عون يبدأ المشاورات يوم الإثنين مع "​كتلة المستقبل​"، في طليعة الكتل النيابية الّتي سيستقبلها بدءًا من العاشرة صباحًا، بعد لقائه برؤساء الحكومة السابقين على التوالي ​نجيب ميقاتي​ و​سعد الحريري​ و​تمام سلام​، ثمّ نائب رئيس مجلس النواب ​إيلي الفرزلي​".

ورأت مصادر سياسيّة واسعة الاطلاع أنّ "وضع اسم "كتلة المستقبل" في البداية كي يسمّي الحريري في البداية اسم مرشّحه. وعليه، إذا اقتنع عون بمرشّح الحريري، فإنّه سيقول للرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ إنّه تمّ المضي بمرشّح الحريري، وإذا لم يقتنع به، فإنّه سيسمّي البديل الحاضر حكمًا في ذهنه"، مبيّنةً أنّه "أمّا إذا لم يسمِّ الحريري مرشّحًا مِن قِبله، فإنّ عون سيقول لماكرون إنّ الحريري والقوى الأُخرى تعطّل تسمية رئيس للحكومة، وليس هو، بمعنى أنّه سيرمي الكرة في ملعب الآخرين".

وركّزت على أنّ "الرئيس عون كان مربكًا بسبب الحملة السياسيّة الّتي تتصاعد ضدّه، لأنّه يريد أن تأتي الاستشارات معلّبةً، أي يريد معرفة الرئيس قبل موعد الاستشارات. أمّا الآن، فإنّه يريد رمي الكرة في ملعب الآخرين الّذين باتوا مربكين، في وقت ليست هناك بوادر تفاهم على مرشّح، وهو ما دفع باتجاه تسارع الاتصالات بين الكتل النيابية نفسها، وبين الكتل مع كتل أُخرى"، لافتةً إلى أنّ "هناك خلطًا للأوراق في المشاورات". وشدّدت على أنّ "اتجاه عون إلى التأليف قبل التكليف، أي التفاهم على شكل الحكومة وتمثيلها قبل تكليف رئيس بها، هو موضع انتقاد خارجي وداخلي، وهناك ضغط فرنسي لإنجاز المشاورات، وتكليف رئيس جديد للحكومة".