أكّد رئيس الحكومة السابق النائب ​تمام سلام​، أنّ "موقفه واضح ولا لبس فيه بعدم التعامل مع هذا العهد، لأنّه لا سبيل للتفاهم معه ولا مع الذهنيّة والعقليّة والأسلوب الّذي اتّبعه منذ وصوله إلى سدّة ​رئاسة الجمهورية​، وإصراره على المكابرة بدلًا من أن يُطلق إشارةً يبدي فيها استعداده للقيام بمراجعة نقديذة وجذريّة للسياسات الّتي كانت وراء ارتفاع منسوب التأزُم في ​لبنان​".

وركّز بحسب ما نقل عنه زوّاره لصحيفة "الشرق الأوسط"، على أنّ "هذا العهد هو من أوصل البلد إلى طريق مسدود، لأنّه يتنكّر لكلّ المساوئ والأخطاء الّتي عشناها وأوقع البلد فيها طوال السنوات الأربع من ولايته الرئاسيّة"، لافتًا إلى أنّ "هذا العهد هو الّذي أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من واقع مأساوي مأزوم أَقحم البلد في مأزق وطني كبير". وسأل: "كيف يمكن التعاون مع هذا العهد الّذي يُمعن في ابتداع أعراف غير مسبوقة في تاريخ لبنان، تشكّل خروجً على ​الدستور​ وإضعافًا لـ"​اتفاق الطائف​" الّذي اتّفق عليه اللبنانيّون بمبادرة كريمة من ​السعودية​، ورأوا فيه المعبر الإلزامي لإنقاذ بلدهم بعد حرب مضنية ومدمرة وصراع مرير؟".

كما تساءل سلام أمام زواره: "كيف يوفّق هذا العهد بين تأييده لـ"اتفاق الطائف"، والانقلاب عليه والخروج عن روحيّته وتعطيله للحوار الوطني، وتوفيره الغطاء السياسي للّذين يخرقون ​سياسة النأي بالنفس​ وتحييد لبنان عن الصراعات الدائرة في المنطقة؟ فهل يعلم أنّه بموقفه هذا استحضر الويلات إلى البلد وأَمعن في استعدائه للأشقاء العرب، الّذين لم يتردّدوا في توفير كلّ الدعم ومد يدهم لمساعدتنا في أوقات الشدائد الّتي مرّت على بلدنا؟".

وأعرب عن استغرابه "إصرار هذا العهد على تعداد الإنجازات الّتي حقّقها"، سائلًا: "أين كنّا قبل انتخابه رئيسًا وأين أصبحنا منذ اللحظة الأولى لانتخابه؟ إنّه يتّحدث عن إنجازات وهميّة من دون أن نصرف النظر عن الدور الّذي لعبه صهره النائب ​جبران باسيل​ في خلال فترة وجودي على رأس الحكومة وقبل انتخاب عمّه رئيسًا، والّذي يمكن اختصاره بالتعطيل وبافتعال صدامات مع حلفائه الّذين كانوا يشكون منه باستمرار، وهذا ما أعاق تفعيل العمل الحكومي".

ورأى، كما نقل عنه زواره، أنّ "تعطيل باسيل للبلد اضطرني للقول بأنّ "تكتل الإصلاح والتغيير" تحوّل إلى تكتّل للتعطيل والعرقلة، ولكن رغم كلّ هذه العوائق الّتي افتعَلها، فأنا لن أتوانى عن دعم كلّ جهد يُبذَل لإنقاذ البلد، وإنّما لست على استعداد للتعاون مع هذا العهد بوجودي على رأس الحكومة". وشدّد على "أنّه ليس معنيًّا بكلّ ما يجري التداول به حول طرح اسمه لتولّي ​رئاسة الحكومة​ المقبلة، علمًا بأنّ اسمه كان طُرح قبل تشكيل ​حكومة حسان دياب​ وبعد استقالتها، لكنّه باقٍ على موقفه من "العهد القوي".

كما توجّه سلام بالشكر إلى "كلّ المخلصين من خارج لبنان الّذين لم يتردّدوا في مد يد العون لإنقاذ البلد، ويخصّ الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ بهذا الشكر، وهذا ما يحصل الآن بعد أن أخذ هذا العهد البلد إلى إفلاس داخلي وإخفاق سياسي كبير، ما أوصلنا لتحويل بلدنا إلى دولة فاشلة تتحكّم فيها الصراعات السياسيّة والطائفيّة والمذهبيّة والفئويّة".

وأشار إلى "أنّنا أحوج ما نحن إليه في هذه الظروف الصعبة هو وجود رئيس عاقل ومنصف وعادل يجمع من حوله اللبنانيّين ويوحّدهم، بدلًا من أن يفرّقهم وينحاز لفريق ضدّ الآخر ويتخلّى كما هو اليوم عن مهمّاته كمرجعيّة وطنيّة للجميع"، مبيّنًا "أنّه ليس في وارد التعاون مع الرئيس عون، لأنّه خبر هذا العهد من موقعه كنائب بعد أن كان خبره من خلال باسيل أثناء توليه رئاسة الحكومة".