اشار البطريرك الماروني ​بشارة الراعي​ الى ان "مجاعة 1914 ولّدت ​لبنان​ الكبير والاحداث التي نعيشها اليوم وصلت الى ذروتها مع ​انفجار​ المرفأ، وبعد انفجار المرفأ نحن امام ولادة لبنان الجديد، وكما حصل في العام 1920 في النضال في اتجاه نظام الحياد الناشط.

واعتبر الراعي في حديث تلفزيوني، بان ​الدولة​ بحاجة الى تحرير من ​الفساد​ والعودة الى القانون و​الدستور​، وتصويب قيامتها يقتضي عودة بناءها بجمهورية واحدة لا بجمهوريات ودويلات. ويجب اليوم ​تحقيق​ الدستور الذي يمثل الطريق لبناء الدولة، ونحن لم نلتزم ب​الطائف​ لا نصا ولا روحا. وامل من رئيس ​الحكومة​ الجديد تشكيل حكومة طوارئ مصغرة لا تتبع لاحد، وعلى الحكومة العمل بسرعة ومواجهة التحديات، ويجب اعطاء الحكومة صلاحيات تشريعية لاخذ قرارات سريعة، ونامل ان يستطيع الرئيس المكلف القيام بهذه الامور. اضاف "نحن ننتظر أي حكومة ستُشكل واذا كانت على نهج الحكومات السابقة أي محاصصة بين الكتل النيابية فهذا لا يبشّر بالخير".

ولفت الى انه مع ثورة الشعب وداعم لها وقد أثبتت وجودها، نريدها دومًا حضارية موجّهة ونحن نعمل على لقاءات موسعة مع شبابنا وشاباتنا لجمعهم من أجل لبنان الجديد. واكد انه يجب عدم تحميل رئيس الجمهورية كل مشاكل الدولة وانا لن اطالب بإستقالته، لان المسؤولية هي مسؤولية الحكومة.

وسأل "ما هي نسبة عمل المجلس النيابي والحكومة أمام حاجات الشعب ومع هكذا قوانين مهترئة؟ يجب أن نستعجل الإنتخابات المبكرة دون وضع حجة القانون على قياس أحد". اضاف "معظم السياسيين ولاؤهم لشخصهم وحزبهم لا لوطنهم وهذه هي المشكلة، نحن لا نطالب بتغيير إتفاق الطائف، لكننا نطالب بطمر الحُفر وسدّ الثغرات، لا تقتلوا الدستور وتخالفوه هذا خرق لا حق لكم فيه".

واكد الراعي بانه "لا يوجد لا توتر بين بكركي وبعبدا ولكن عند تواجد نقاط أتوجه للرئيس مباشرةً، والعقد السياسي الجديد الضروري والوحيد بنظري هو ميثاق الإستقرار من خلال نظام الحياد الناشط والفاعل، ونحن نرفض كل مشروع للمثالثة بتاتًا، ففيه موت لبنان وزواله ولن يكون". واوضح بان "طرح الحياد لا يعود للبطريرك والبطريركية إنه لكل لبنان وهو عقد لبنان الجديد بدولته المدنيّة وبرفض المحاصصة، فلا دين للدولة وهذه هي ميزة لبنان والذي حاولوا تكرارًا تشويه هويته".

وتابع الراعي "لا أريد طعنك بظهرك فلا تطعني بظهري، وقضية سلاح حزب الله سبب خلاف داخلي لا محال وهذا موضوع من واجب الدولة وجود حلّ له، عوض اتهامي بالعمالة. اجلسوا على طاولة حوار عوض اللعب تحت الطاولة". واعتبر بان حزب الله هو مشروع إيراني وهذا المعروف عند الجميع وانتظرت ردة فعل توضيحية بطريقة علمية على كلامي فأتوني بالتخوين والعمالة ولماذا يجب استثناءه عن حلّ كل الميليشيات؟ فهل المقاومة هي لطرف أو فئة؟ الجميع قدّموا شهداء... الآن وقت بناء الدولة فقط، لا الدويلات". واكد ان قضية الحرب والسلام يجب ان تقرره السلطة السياسية، واعلان الحرب والسلم يحتاج الى الثلثين في الحكومة، الا انه ماذا الان؟ واوضح ان السلاح المتفلت الذي يتحدث عنه لا يقصد به حزب الله بل السلاح الموجود بين الناس، الا انه اذا لم تضبط السلاح كله تحت سلطة الجيش والدولة سيبقى السلاح متفلتا.

وتوجه الى فخامة الرئيس بالقول: "حرّر كل الجمهورية من الجمهوريات كي نستعيد سيادتنا، الحياد هو أول خدمة لرئاسة الجمهورية وكل لبناني يرفضه يكون من الراغبين بالعيش الدائم في دوامة الحرب وهذا مرفوض".

اضاف الراعي "كنت اتمنى من حزب الله ان يحدث لقاء بيننا وقد دعوتهم من خلال سفير إيران عندما زارني، لكن لا رغبة لديهم كما يبدو، ونحن كلنا لبنانيين ويجب ان نعيش اخوة. واوضح ان العلاقة مع حزب الله مقطوعة منذ زيارتي الى القدس لاستقبال البابا، ودعوتي لهم بالحوار مازالت قائمة بذهنية أنا وأنت وليس أنا أو أنت".