ركّز الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​، في كلمته خلال الغداء الّذي أُقيم على شرفه في ​القصر الجمهوري​ في ​بعبدا​، على "أنّنا هنا لمناسبة ذكرى هامّة نحيي فيها مئوية ​لبنان​ الكبير، وهي تصادف بعد أيّام قليلة من الانفجار الرهيب الّذي وقع في 4 آب الماضي، وكان بمثابة صورة معبرة عمّا كان يحصل منذ زمن بعيد".

ولفت إلى "أنّني لا أعرف ما ستحمله الأسابيع والأشهر المقبلة، لكنّني أعرف أمرًا واحدًا فحسب، وهو أنّه إذا لم تتحقّق هذه الدعوة للترفّع فوق المصالح الخاصة، ولو بعد مئة عام على إطلاقها، فإنّه سيكون قد تمّت خيانة الوعد، لأنّ بلدكم هو بحدّ ذاته وعد لنفسه، كما أنّه وطن شقيق وصديق لوطننا". وأوضح أنّ "هذه الصداقة لا تتمّ المصادقة عليها من خلال تواريخ والتزامات ومصائر متقاطعة فحسب، ولو كان كلّ ذلك في غاية الأهميّة، من خلال مصير العديد من النساء والرجال، في حقول الفنّ والفكر المعاصرين أو السابقين، إضافةً إلى العديد من المستثمرين الحاليّين منهم والسابقين أيضًا".

وأشار ماكرون إلى أنّ "هناك أكثر من ذلك في الرسالة الّتي يشكلّها لبنان وهو في قلب ​فرنسا​: عشق غير مشروط للحريّة وتعلّق بالمساواة بين المواطنين، إضافةً إلى ارتباط بما نسمّيه تعدديّة، وهو يعني في العمق الاعتراف أنّه إذا ما قرّرنا أن نكون مواطنين في دولة واحدة، أيًّا كانت عائلتنا وأيًّا كان ديننا وأيًّا كانت مصالحنا، فإنّنا قبل أي شيء مواطنين في هذا البلد، وفق رابط يجمعنا بما هو كوني له الاعتبار الأول". وشدّد على أنّ "هذا ما يجعل، اليوم بشكل خاص، وتحديدًا في هذه المنطقة بالذات، رسالة لبنان ترتدي أهميّة أكثر ممّا كانت عليه قبل مئة عام، لأنّكم، من دون أي شك، آخر من يحمل هذا الإرث. وأن ينجح ذلك اليوم مِن قبلكم، في وقت ربّما لم ينجح مِن قبل آخرين قبلكم وفي ظروف أسهل، فسببه لأنتم لأنّكم أنتم تحقّقون ذلك وفي ظروف أشدّ قسوةً تبلغ حدّ المستحيل".

وأكّد "أنّنا سنكون هنا، وفق الصداقة عينها وروح الأمانة وحدها: أمانة في هذا التاريخ وما يجمعنا من خلاله، وفق التزام بالسيادة والعشق غير المشروط للحريّة"، مبيّنًا أنّ "هذا ما رغبت في قوله لكم في هذا اليوم، الّذي هو بمثابة احتفال، ولكن أرجو من كلّ قلبي أن يشكّل بدايةً لعصر جديد".