تحدثت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية عن زيادة الضغوط على حزب الله، ولفتت الى ان هناك تحول واضح نحو هيمنة العوامل الخارجية في حل مشاكل لبنان الذي طالت معاناته. وعادة ما يحدث ذلك في لبنان عندما تكون البلاد على مفترق طرق. فعشية تقاسم المناصب الحكومية، تلجأ القوى السياسية إلى الرعاة الخارجيين. والآن، الحال كذلك: فبعد تسمية رئيس جديد للحكومة، الاثنين، ستكون هناك بلا شك فترة طويلة من الصراع بين ممثلي القوى السياسية المختلفة على الحقائب الوزارية.
ولفتت الصحيفة الروسية الى ان رئاسة ميشال عون، ليست موضع شك من قبل أحد، رغم الانتقادات الشديدة له. لكن من يتعرض للضغط الدولي الحقيقي هو حزب الله، الذي يظل إلى جانب حركة أمل الحليف الرئيس لتيار عون".
واشارت الى إن فرنسا تتصرف حيال لبنان بأسلوب الراعي التاريخي لأراضي هذا البلد. إنما الآن، يبدو أن الزعيم الفرنسي ايمانويل ماكرون ينسق بشكل مباشر خطواته مع واشنطن. فزيارة ماكرون المعلنة إلى بيروت، تدعمها بوضوح جولة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، الشرق أوسطية إلى الكويت وقطر ولبنان من 28 أب الى 4 ايلول.
وفيما يتوقع أن يكون جدول أعمال الاجتماعات كبيرا، إنما سينتهي كل شيء إلى نقطتين رئيسيتين. أولا، أن يقود تنفيذ الإصلاحات إلى سيطرة الدولة على قوات حزب الله، والحد من نفوذه في السياسة والمجتمع اللبنانيين؛ ثانيا، الاستعداد لإجراء انتخابات نيابية مبكرة في غضون عام تهدف في الواقع إلى الشيء نفسه بخصوص حزب الله.
ومن المرجح أن تستمر زيارات القادة الأجانب وممثليهم إلى بيروت في ايلول، في إطار قرار صندوق النقد الدولي منح قرض للبنان (حوالي 30 مليار دولار)، مشروطة بدرجة امتثال السياسيين. وذلك كله سوف يؤثر في طريقة حل الأزمة السياسية الداخلية. لكن بالكاد يكون حل البرلمان بالإضافة إلى الحكومة المستقيلة فكرة جيدة. فحل الأزمة بطريقة قطع العقدة الغوردية لا يناسب لبنان بالتأكيد.