قدّم الأمين العام لـ"حزب الطاشناق" رئيس كتلة نواب الأرمن النائب ​هاكوب بقرادونيان​، إلى الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ ورقةً خلال اللقاء في قصر الصنوبر، هذا نصّها:

"قبل مئة عام، تقرّر إنشاء دولة ​لبنان​ الكبير، واليوم نجتمع هنا على أمل أن نتّفق على عهد جديد للبنان.

مثلما تأسّست دولة لبنان الكبير على بقايا الإمبراطوريّة العثمانيّة وأسلاف ​تركيا​ الحديثة، وقبلها بأربع سنوات تعرّض شعبنا لمجازر ومجاعة، فإنّنا نواجه اليوم مرّة أُخرى خطر المجاعة. شعب لبنان اليوم محبَط بسبب عقود من الفساد وسوء الإدارة و​الإرهاب​ برعاية دول أجنبيّة، إضافةً إلى عدم استقرار أمني داخلي وعلى الحدود، بالإضافة إلى مسألة ​اللاجئين​ الّتي لها تأثير على المجتمع على صعد مختلفة.

نحن، كطائفة أرمنيّة وككتلة أرمنيّة، نعلم جيّدًا ما يعني أن تكون عاجزًا عندما يتمّ تدمير الوطن. ومع ذلك تمكنّا من أن نجد أنفسنا في وطن جديد. ونعيد التأكيد على موقفنا التاريخي وندعو إلى ​الحوار الوطني​ كما نفعل منذ عام 1943، لأنّنا نؤمن بأنّ الدولة لا يمكن أن تؤسَّس على حقد، بل فقط بالحوار والتفاهم بين جميع القوى السياسيّة. وقد ثبت عبر التاريخ أنّ ال​عقوبات​ تدمّر، لذلك يجب أن نعمل مع الغرب لحلّ مشاكلنا وإعادة بناء النظام الاقتصادي اللبناني وجعله أكثر قوّة وإنتاجيّة.

حتّى يومنا هذا، ​الاقتصاد اللبناني​ قائم على القطاع الخدماتي والمالي، ولكن كيف يمكننا إعادة تنشيط القطاع السياحي بهذه الهيكليّة الفاشلة؟ كيف يمكن أن نثق في القطاع النقدي والمالي عندما تكون حياة مواطنينا في خطر؟ كما يجب إصلاح القوانين الاقتصاديّة واعتماد نظام ضريبي ووضع نظام نقدي من خلال قوانين جديدة وحديثة، تؤمّن عيشًا كريمًا لجميع المواطنين.

كذلك علينا إعادة إعمار ​بيروت​ المدمّرة والمناطق المجاورة وفق المعايير الدوليّة، واحترام التخطيط الحديث وعدم تعرضها للهدم مرّة أخرى، لأنّ شعبنا سئم من إعادة بناء حياته بشكل دائم.

رغم أنّ لبنان بلد متعدّد الطوائف، غير أنّ لا أحد يستطيع محو الآخر، إنّما الخوف من إلغاء الآخر لا يزال سائدًا ويؤدّي إلى تعطيل فكرة المواطنة الموحّدة في نفس البلد والانتماء إليه، وكذلك يشرّع الأبواب للتدخّلات الخارجيّة والفِتن. إنّ ​محاربة الفساد​ ستذهب سدى، ما لم ندخل جمهورية جديدة حيث تكون الأولويّة حماية حقوق ​الشعب اللبناني​.

في الوقت الّذي يهدّد فيه حلفاؤنا الغربيّون بفرض عقوبات إضافيّة، تَبرز أطراف جديدة في المنطقة كقوى داعمة في مساعدتنا وتلبية احتياجاتنا. مساعدة مملوءة بالسمّ نفسه الّذي أسّس الفساد. هذه الجهات تستغل الوضع، مثل تركيا لسدّ الفجوة الّتي أحدثها الغرب، وتسعى عن طريق الاقتصاد والمساعدات الإنسانيّة إلى استعادة حدود الإمبراطوريّة العثمانيّة.

وأنا، بصفتي ابن أحد الناجين من الإبادة الجماعيّة الأرمنيّة، وأنت السيد الرئيس بصفتك رئيس دولة اعترفت بحقّ هذه المذابح على أنّها إبادة جماعيّة، يمكن أن توافق على أنّ هناك تهديدًا لل​سياسة​ التوسعيّة التركيّة في المنطقة. لذلك يجب بذل الجهود لضمان مستقبل مستقر ومزدهر لوطننا، وإنهاء العقوبات المباشرة وغير المباشرة المفروضة ظلمًا على لبنان. كما يجب بذل الجهود لتمكين ​الجيش اللبناني​ من الدفاع عن حدوده كافّة من هجمات جويّة وبريّة.

وطالما أنّ الجيش اللبناني لا يملك القدرة على الدفاع عن حدود البلاد ومحاربة منظّمات إرهابيّة، فإنّ حلمنا بلبنان آمن لن يتحقّق".