ذكرت "​الاخبار​" انه ببطء، يسير ​لبنان​ باتجاه اعتماد تقنية حقن المُصابين ب​فيروس كورونا​ بدم مُصابين سابقين به شُفوا منه وكوّنوا مناعة ضده. حتى الآن، لا يزال استخدام هذه التقنية محدوداً في مُستشفى بيروت الحكومي وفي عدد من المُستشفيات الخاصة، في انتظار الانتهاء من الدراسات المتعلقة بمدى نجاحها في تخفيف وطأة المرض.

ووفق الاختصاصية في ​الأمراض​ الجرثومية في مُستشفى بيروت الطبيبة أُسيمة دبوني، فإنّ مختبرات المُستشفى باشرت اعتماد تقنية استخراج البلازما من المُصابين السابقين، بالتزامن مع الارتفاع الكبير في تسجيل الحالات، مُشيرةً إلى أنه لا يمكن القول إن هذه التقنية تُعدّ علاجاً، "لكنها وسيلة ل​تحقيق​ تحسّن لدى بعض المرضى بنسبة تراوح بين 30% و50% شأنها شأن عدد من ​الأدوية​ التي تستخدم في هذا المجال".

وتُشير أرقام مختبرات ​مستشفى​ بيروت إلى أن نحو عشرة مرضى تم نقل دم مُصابين سابقين إليهم، أما محدودية العدد فتعود إلى عوامل عدة، أبرزها أن هذه التقنية تقتضي توافر شروط معينة كتطابق الأعمار وفئة الدم وأن يكون المُصاب السابق قد "حاز" عدداً "وفيراً" من المُضادات، فيما لا تزال "ثقافة ​التبرع بالدم​ غير سائدة حالياً لدى المُصابين السابقين ويجري العمل على تعزيزها"، بحسب رئيسة مصلحة الطب الوقائي في ​وزارة الصحة​ الدكتورة ​عاتكة بري​، لافتة في حديث لـ"الأخبار" الى أن هذه التقنية "منطقية علمياً وقد حازت موافقة الـ FDA (إدارة الغذاء و​الدواء​ الأميركية) لجهة إمكانية تخفيف حدة المرض أو الوقت الذي يستغرقه، أو الاثنين معاً". وقالت إن لبنان، كما سائر الدول، يجري بعض الدراسات لتقويم فعاليته ومدى نجاحه، "ذلك أن تطور المرض يختلف من مريض إلى آخر. فقد جُرّبت هذه التقنية على مريض كان في وضع حرج وقد تحسّنت حالته، لكن لا يمكن التأكد ما إذا كان السبب هو حقنه بالمضادات أو بفعل عوامل أخرى".

يذكر أن عدد المُصابين الذين شُفوا من المرض يبلغ حتى الآن، خمسة آلاف و195 شخصاً، وبالتالي ثمة إمكانية للاستفادة من تعزيز ثقافة التبرع في صفوف هؤلاء لتعزيز الدراسات المرتبطة بتقنية حقن المُضادات.