أكدت أوساط سياسية في ​واشنطن​ عبر صحيفة "الشرق الأوسط" أن "أي حلول عملية تساهم في إعادة ​لبنان​ إلى ​الحياة​، مؤجلة إلى ما بعد نهاية العام"، مشيرة الى أنها "لا تمانع الحركة الفرنسية في الوقت الضائع، بانتظار ما ستسفر عنه معركة ​انتخابات​ الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني".

ورأت تلك الأوساط أن "تجاهلاً وبروداً واضحين يمكن قراءتهما في الصمت الأميركي عن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي في لبنان، عندما وصف "​حزب الله​" بأنه جزء من النسيج اللبناني وبأن نوابه منتخبون، وهو ما لا يتعارض في الشكل على الأقل، مع تصريحات وكيل ​وزارة الخارجية​ للشؤون السياسية ​ديفيد هيل​، عندما قال إن بلاده سبق وتعاملت مع حكومات لبنانية تضم ​ممثلين​ عن الحزب"، مبينة أن "تصريحات هيل تلك كانت تعكس جزءاً من وجهة النظر القائمة في ​الخارجية الأميركية​ حول الموقف من لبنان. فالموقف الأميركي الرسمي من "حزب الله" تحكمه قوانين صوت عليها ​الكونغرس​ ووقَّع عليها الرؤساء الأميركيون، وبالتالي لا يمكن التعامل مع تنظيم إرهابي، بمعزل عن الشكل الذي يمكن أن تلتف عليه بعض الاجتهادات الخاصة لدى بعض المسؤولين في الخارجية. كما أن الاندفاعة الإنسانية التي أبداها هيل بعد ​انفجار​ ​مرفأ بيروت​ لتقديم ال​مساعدات​، ومحاولة تحويل أموال من برامج للخارجية إلى لبنان، لا تعكس موقف الخارجية الأميركية، وجرت فرملتها في ظل تباينات يجري الحديث عنها داخل أروقة الخارجية الأميركية حول هذا الملف"

ولفتت إلى "طي الحديث عن مساهمة واشنطن في إعادة إعمار مرفأ بيروت التي قيل إن هيل وعد بها، وكذلك عن مساعدات مباشرة عبر بطاقات ائتمان بإشراف ​الأمم المتحدة​ لتوزيعها على المحتاجين"، موضحة أن "الفارق الأساسي بين الموقف الفرنسي والموقف الذي أعلنه هيل، يشير إلى استمرار اعتراض واشنطن على تقديم مساعدات لإعادة إعمار لبنان إذا شكلت ​حكومة​ بوجود "حزب الله"، بينما ​ماكرون​ رهنها بالإصلاحات رغم وجود الحزب".

وأعربت الأوساط عن خشيتها من أن "تكون هذه الطبقة السياسية قد تلاعبت بالرئيس الفرنسي وباعته وهماً، عبر تكليف ​مصطفى أديب​ لتشكيل حكومة جديدة، بعدما شاركت كلها في تسميته، وليس فقط "حزب الله" أو "​التيار الوطني الحر​"، مقابل موافقته على التعامل مع الحزب لحسابات فرنسية ضيقة".