يشتهر لبنان بمطاعمه وفنادقه ومقاهيه وبنوعية الاطباق التي تقدم فيه، ويشتهر اللبناني بنفس الوقت بحبه للسهر وللحياة خصوصا في ​مدينة بيروت​ وتحديدا في الجميزة و​مار مخايل​ التي يشبه ليلها بنهارها نظراً للحياة الصاخبة التي تعيشها هناك. فتلك المنطقة التي تضج ب​الحياة​ باتت مقصدا للسوّاح من مختلف دول ​العالم​.

2096 مطعما مهدّما

بعد الانفجار الذي ضرب المرفأ يعيش القطاع السياحي "نكبة" حقيقية نتيجة الاضرار الجسيمة التي لحقت بمدينة بيروت والتي تعدّ الشريان الحيوي للسياحة في لبنان. وفي هذا الاطار يكشف نقيب اصحاب ​المؤسسات السياحية​ ​جان بيروتي​ عبر "النشرة" أن "قيمة الخسائر في القطاع نتيجة ​انفجار بيروت​ بلغت مليار ​دولار​ تقريباً، وهناك 133 فندقاً تهدّم بالكامل اضافة الى مراكز تجاريّة وهي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على السياحة في لبنان". بدوره أمين سر نقابة اصحاب ​المطاعم​ خالد نزهة يشير الى أن "هناك 2096 مطعما ومقهى ونادٍ ليلي تضرروا بالكامل نتيجة الانفجار"، لافتا الى أن "العدد الاكبر من المطاعم هو بين الجمّيزة، الواجهة البحريّة لبيروت، مونو، والكارثة الاكبر هي في الاحياء التراثيّة القديمة وتحديدا في مار مخايل والجميزة".

خسائر بالملايين شهريا

يشدّد نزهة على أن "الخسائر الشهريّة في هذا القطاع تتفاوت بين 500 و600 مليون دولار بين دفع رواتب موظفين وغيرها"، ومشيرا الى أن "أصحاب المطاعم يعانون نتيجة عدم قدرتهم على اصلاح ما تضرر او بناء ما تهدم، خصوصا وانهم لا يستطيعون سحب أموالهم من المصارف للقيام بهذه العمليّة، كما وان ​الدولة​ حاليًّا لا تساعدهم بشيء"، شاكرا الله أننا "يوم الانفجار اقفلنا باكرا وإلا لكان عدد الخسائر البشرية أكبر بكثير من الذي وقع".

الحل ب​مؤتمر​ دولي

يعود جان بيروتي ليشير الى أنه "لا يجب أن ننسى أيضا المشكلة التي تسببت بها "كورونا" والتي تعتبر اليوم أساسيّة"، لافتا الى أن "الاقفال لم يعد مجدياً من هنا وضعنا "أجندة" مع المسؤولين في الدولة وسنركّز بشكل أساسي على القيام بحملات اعلاميّة واعطاء توجيهات وارشادات للزبائن والموظّفين، وسيكون هناك مراقبة من النقابات للتطبيق، ومن ثم المراقبة ستكون مشتركة من الدولة والنقابات".

في حين أن نزهة يرى أن "فيروس "كورونا" سيبقى موجودا ويجب أن نتعايش معه من هنا وجب ايجاد حلّ غير الاقفال"، مشددا على أن "الدولة لا تستطيع أن تعوّض علينا الخسائر التي لحقت بهذا القطاع منذ ما بعد 17 تشرين الأاول الماضي الى اليوم لأنها لا تملك الامكانات المادية اللازمة"، مضيفا: "نتطلع الى الدول المانحة ونسعى الى عقد مؤتمر دولي ومردوده هو لاعادة اعمار المطاعم والقطاع السياحي". بدوره بيروتي يوافق على ما قاله نزهة ويضيف أنه "وفي حال نجحنا بعقد هذا المؤتمر فسينشأ عنه صندوق، والاموال التي تحول اليه من الدول المانحة نعيد بها اعمار القطاع السياحي".

اذا تتجه الانظار الى الايام المقبلة، والمساعدات الدولية التي وحدها تستطيع انقاذ السياحة في لبنان!.