استقبل البطريرك الكردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، ​السفير الالماني​ في ​لبنان​ اندرياس كيندل، الذي لفت إلى أنه "تحدثنا مطوّلاً في مواضیع عدیدة تخصّ لبنان والأزمات التي یمرّ بھا، كما تحدثنا عن مبدأ الحیاد الناشط الذي طرحه غبطته، وبحثنا العلاقات الثنائیة التي نفخر بها بین البطریركية وألمانیا، ونحن نستمع ونرحّب بكل أفكار وطروحاته".

واستقبل الراعي وفدًا من ​اللقاء الروحي​ في لبنان ضمّ عددا من رجال الدين من مختلف الطوائف الاسلامية و​المسيحية​ جاء ليعلن تأييده لمواقف غبطته الوطنية ولاسيما لطرح "الحياد الناشط" وأشار الراعي إلى أن "اللقاء الروحي يقوّينا وينعشنا، وهو صورة مصغّرة عن لبنان المتنوع والمتعدد ثقافيا ودينياُ، ولأن هذه هي طبيعة لبنان لا يمكنه الاّ أن يكون حيادياً وألاّ يدخل في تحالفات لا غربية ولا شرقيّة، ولا يمكننا ان نحيا الا هكذا وإلاّ سيتّجه الماروني الى ​فرنسا​ والسنّي الى ​السعودية​ والشيعي الى ​ايران​ او ​النجف​، وكلكم تعلمون أننا عشنا في الخمسينات البحبوحة والازدهار. وهذا الأمر ضايق حينها ​إسرائيل​ التي كانت تقول أن لبنان كذبة وسنبرهن أنه كذبة وراحوا يعملون من أجل تحقيق هذه الغاية، لأن لبنان حينها كان حيادياً، و​اسرائيل​ وغيرها من الدول تضررت من موضوع حياد لبنان، فلذلك أقول إن لبنان بطبيعته محايد وموقعنا على ​البحر المتوسط​ فتح لنا أبواب التجارة، فلبنان وشعبه يحبون التجارة وليس الحروب، ولكن مع اتفاق القاهرة في العام 1969 وحرب العام 1975 وفلتان الميليشيات، كل هذه الأمور جعلتنا غير حياديّين، وهذا ما أوصلنا الى العزلة و​الفقر​ والعوز ولأن نكون نموذج لأسوأ الشعوب".

واعتبر أن "الحياد ليس طبيعة جديدة علينا وليس هو برنامجاً، بل هي طبيعتنا، ولذلك عندما ذكرت كلمة الحياد للمرة الأولى منذ أشهر قليلة، تفاعل معها الناس بشكل غير مسبوق وهذا دليل على أن الناس وجدوا ضالّتهم في موضوع الحياد الناشط، وأنا أتفهّم أن بعض القيادات لا يمكنها أن تأخذ موقفاً رسميّاً ولكن تصلني مواقفهم من خلال بعض المقرّبين منهم، وعلينا أن نوحّد الفكرة، لأننا عندما نتحدث عن موضوع الحياد نعني به ثلاث نقاط أساسيّة: عدم الدخول في محاور وصراعات وحروب اقليمية لأنها ليست ضمن قدرتنا، ونحن بلد صغير. ولبنان بطبيعة تكوينه له دور في ​الشرق الأوسط​ كبلد التنوّع والسلم وأرض الحريات، أما النقطة الثالثة، والتي يصعب تحقيقها بوجود الدويلات داخل ​الدولة​، والتي أفقدتها قيمتها، فهي دولة قوية بجيشها ودستورها."

وأعلن عن أنه وزع "نص ومبادىء هذا الحياد الناشط على عدد كبير من سفراء الدول، كي تصل هذه الفكرة الى أكبر عدد ممكن من دول العالم، وكي نتمكن من خلق "لوبي" دولي كي نستطيع في يوم من الأيام أن نصبح بلداً حيادياً، وداخليا تلقّينا اتصالات وردود فعل من الجميع باستثناء ​حزب الله​ الذي لم يعلن موقفاً رسمياً بعد، فكل ما يُكتب في بعض الجرائد لا يعنيني ولا يمسّ بي، وموقفي من الحياد ليس ضد حزب الله، بل هو لمصلحة كل اللبنانيين، فالفقر اليوم يطالنا جميعنا، وأنا أعتقد أنه لا يزال هناك سوء فهم لموضوع الحياد".

وأشار الشيخ اياد عبدالله باسم اللقاء الروحي، إلى أنه "جئنا كوفد من اللقاء الروحي نمثّل شريحة واسعة من رجال الدين المسيحيين والمسلمين لزيارة ​البطريركية المارونية​ في ​الديمان​ لنعلن تأييدنا لموقف البطريرك والبطريركية في "الحياد الناشط". فالبطريرك الراعي لم يتحدث عن الحياد من باب الترف السياسي ولا من باب الطموح إلى الأفضل، لأن الحياد المطلق ضرورة حتمية بالنسبة للأمم الصغيرة والكيانات السياسية الصغرى المليئة بالمتناقضات العرقية والعقائدية مثل لبنان و​سويسرا​ و​سنغافورة​، ونؤيد العودة إلى الإحتماء بالحياد الذي هو أساس قيام دولة لبنان لأنه هو المبرر الوحيد لاستمرار وجود لبنان، ولأن عدم التخلي عن الحياد وهو الموقف الرسمي الحالي لما تبقى من دولة لبنان لا يزال سببا في عدم زوال لبنان إلى هذه اللحظة، الدول الصغيرة التي تتخلى عن الحياد تبتلعها أو تتقاسمها الدول الكبيرة وتزول من الوجود".

واستقبل البطريرك الراعي ​وزير الصحة​ السابق الدكتور ​كرم كرم​ ووفدا من راهبات سيدة الحقلة.