قرأت أوساط مطّلعة، عبر صحيفة "الراي" الكويتيّة، في سطور مواقف رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب ​جبران باسيل​ "إعطاءَ "ضوء أخضر" اضطراري لتسهيل ولادة الحكومة، على الأرجح اليوم ما لم تحصل مفاجآتٌ".

وأشارت إلى أنّ "بري بإعلانه هو رفضَ المشاركة في الحكومة وفق الأسس الّتي يعتمدها الرئيس المكلّف ب​تشكيل الحكومة​ ​مصطفى أديب​، إنّما أراد "حفظ ماءَ الوجه" باعتبار أنّ أديب كان يحوك تشكيلَته أصلًا بمعيار المداورة الشاملة، وعدم التسليم للجهات الّتي سمّته في استشارات التكليف بأن تختار هي الأسماء ضمن التوزيع الطائفي البعيد عن أي ولاءات حزبيّة".

ورأت هذه الأوساط أنّه "متى صدر مرسوم تشكيل حكومة أديب بتوازناتِ المبادرة الفرنسيّة، الّتي أعطتها ​واشنطن​ قوّة دَفع كبيرة بإطلاقِ مسار العقوبات على حلفاء "​حزب الله​"، سيكون من الصعب على جهات الائتلاف الحاكم نَصب مكمن لها في البرلمان عبر حجب الثقة عنها، باعتبار أنّ ذلك سيجعلهم مجدّدًا مسؤولين أمام ​باريس​ و​المجتمع الدولي​ عن نَسف "حكومة ماكرون" الّتي يُنتظر أن تضمّ أسماء مفاجئة بارزة تُحدِث صدمة إيجابيّة، كما يُرجّح أن يعاجلها الخارجُ بطلائع دعمٍ مالي".

ولفتت إلى أنّه "بحال سارت الأمور وفق المفترض اليوم، أي توقيع رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ التشكيلة كما هي، أو طلب تعديلاتٍ لا تنسف ركائز التأليف الّذي دعمته باريس بمعادلة "TAKE IT OR LEAVE IT"، فإنّ أديب، الّذي خاض غمار التأليف وعن يمينه الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ ويساره رؤساء الحكومة السابقين، يكون نجح في تحقيق أكثر من نقطة في الشكل والمضمون وضعت البلاد في "محطّة استراحة" لمرور العواصف الإقليميّة أو اتضاح اتجاهات الريح فيها، وهو ما قد يكون شكّل نقطة تقاطُع فرنسيّة- إيرانيّة ولو لوقتٍ غير طويل، بعدما وجد الائتلاف الحاكم نفسه مضطرًّا للتعاطي مع واقع جديد محكوم بمعادلة "ماكرون مِن أمامكم وترامب مِن ورائكم".