تتهامس الكواليس السياسية أن من يؤلف الحكومة ويغربل الأسماء لدى رئيس الحكومة المكلف ​مصطفى أديب​ هو عزمي ميقاتي الذي يقوم بالتنسيق بين الأول ورئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​. وعلم أن الأخير حاول ولا يزال امرار جو صدي، وهو ارثوذكسي وخبير مالي، على أن يسند إليه نيابة ​رئاسة الحكومة​. وصدي هو ابن زوجة النائب السابق الراحل ​روبير غانم​، ويقول أنه مستقل لكنه يميل إلى تيار "المستقبل". ومن الأسماء التي يسعى أديب لفرضها، هو الماروني جو عيسى الخوري، أحد مستشاري رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​ الذي يدفع إلى هذا الخيار بقوة.

ويعلق أحد المراقبين أنه إذا سارت الأمور على هذا النحو، فإن الحكومة العتيدة ستكون شبه مناصفة بين التيارين السنّيين: المستقبل والعزم، اللذين يرفعان العصا الفرنسية في وجه كل من يعارضهما، ويسعيان لقصقصة أجنحة ​الشيعة​ و​الموارنة​، من خلال توزير شخصيات مسيحيّة قريبة منهما مستفيدين من ضغط الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​. وإذا كان ​الثنائي الشيعي​ في وارد الانكفاء جزئيا، على غرار ما فعل ​التيار الوطني الحر​، فإنهما قد يتحيّنان الفرصة للانقضاض وتغيير قواعد اللعبة عند أول سانحة. وآثار الاتجاه إلى تعيين عيسى الخوري تساؤلات في الأوساط المارونية، بقول بعضها: هل ان اللهجة الحادة التي توجه فيها ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ إلى الشيعة تخدم التهدئة؟!، وهل أن دعوته رئيس الحكومة إلى تشكيل حكومة مصغّرة من مستقلّين من دون الالتفات على احد، يعني قبوله بتهميش صلاحيات ​رئيس الجمهورية​ بالالتفاف عليها؟.