تتعدّد الروايات حول ما حصل ليل الإثنين في محيط ميرنا الشالوحي، فبين رواية ​التيار الوطني الحر​ التي تؤكد أن ​القوات اللبنانية​ مارست كل "ميليشياوية" سميرجعجع وقامت عبر عناصر منها بالهجوم على المقر العام للتيار، ورواية القوات اللبنانية التي تتحدث عن تعرّض المسيرة السيّارة الى ​إطلاق نار​ من قبل حرس ميرنا الشالوحي، ما جعلهم ينزلون على الأرض للدفاع عن انفسهم، يبقى الاكيد أن قطوعاً كبيرا مرّ الإثنين.

كاد الدمّ أن يسقط في الشارع المسيحي، فيُعيد ذكريات أليمة ظنّ هذا الشارع أنها انتهت، ولكن ما حصل يؤكد أن الإنزلاق الى المشاكل الدموية قد لا يحتاج سوى الى شرارة بسيطة، وعندها ستسقط الإعتبارات السياسية أمام الضحايا البشرية.

تشير مصادر في التيار الوطني الحر الى أن القوات اللبنانية أطلقوا منذ فترة كل ما في جعبتهم لتشويه صورة التيار، مشددة عبر "النشرة" على أن ما تقوم به اليوم هو حرب إلغاء جديدة بحق التيار ولكن بشكل مختلف وجديد، يعتمد على وسائل التواصل الإجتماعي، الإعلام، وأخيرا الأرض.

وتضيف المصادر: "لم يعد بإمكان القوّات الإستثمار بـ"الثورة" كالسابق، وبالتالي تجد ضرورة بالتوجه نحو حلول جديدة لاستكمال الهجوم، ومحاولة الخروج من "الزاوية" عبر استعراضات وعراضات ومحاولات لاستدراج الشارع المسيحي الى فتنة"، مشيرة الى أن المسألة بدأت منذ فترة عبر تصعيد اللهجة من قبل نواب القوات بوجه موقع ​رئاسة الجمهورية​، فشتموا وانتظروا الردود، ثم أثاروا ملفات بوجه التيار أغلبها غير صحيحة، ثم استكملوا هجومهم، وصولا لمحاولة اقتحام مقر التيار.

"يحتاج التيار الوطني الحر الى كل الذرائع المتوفرة أمامه لتحميل الآخرين مسؤولية فشل عهده، وجرّ البلد الى الإنهيار"، تقول مصادر القوات اللبنانية، مشيرة عبر "النشرة" الى أن التيار اعتاد رمي فشله على كل من حوله، وتصوير نفسه وكأنه الضحية التي يرغب الجميع بنهش لحمها، بينما الواقع يقول بأنهم نهشوا لحم الوطن خلال سنوات حكمهم.

وتشير المصادر القواتية الى أن التيار يعاني من أزمات من كل الجهات، ويشعر رئيسه ​جبران باسيل​ بأنه أكبر الخاسرين في كل ما يجري، لذلك يفتش على معارك وهمية بالشارع المسيحي تُعيد إليه بعض ما خسره، مشددة على أن إتهام القوات بالهجوم على ​رئيس الجمهورية​ أو التيار الوطني الحر ليس أمرا معيبا، بل هو قمة الديمقراطية التي يتغنى بها لبنان، أما ​إطلاق النار​ على اللبنانيين فهو قمة الديكتاتورية التي يمارسها هذا العهد، مؤكدة أن لا مكان للخوف لدى القواتيين، وعملية الترهيب لم ولن تنجح معهم.

اذا بالنسبة الى التيار الوطني الحر فماحصل الإثنين ليس وليد الصدفة بل هو نتيجة تحريض عمره أشهر، وتشير المصادر الى أن الغطاء انكشف عن حقيقة ما يُسمى "ثورة" في الشارع المسيحي، اذ هي "ثورة" أحزاب واضحة التوجه، مشددا على أن التيار الوطني الحر أخذ القرار بالرد على كل من يسيء إليه، ولن يسكت مجدّدا عن حقه، وسيحمي نفسه بكل الوسائل.

من المستبعد اندلاع حرب مسيحية-مسيحية، ولكن الخوف من الدم لن ينتهي، والخوف لا يقتصر على الشارع المسيحي، بل لبنان ككل، لأن احتمالات زعزعة الإستقرار باتت مرتفعة.