نفسّت مبادرة ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ بالتشاور مع ​الكتل النيابية​ بعضاً من الاجواء المحتقنة التي سادت الاجواء في ​الساعات​ الـ48 الماضية وخصوصاً مع شعور أكثر من طرف سياسي وازن واساسي في البلد انه مهمش وان هناك من يريد كسره وعصره بوهج التدخل الفرنسي والمبادرة التي يجهد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكون لتحقيقها.

وتؤكد اوساط واسعة الاطلاع في تحالف "​حزب الله​" و​8 آذار​ ان حصيلة المشاورات التي اجراها ​الرئيس عون​ أكدت تمسك الكتل الاساسية ولا سيما "​الثنائي الشيعي​" بتسمية كل وزرائه وان يكون لهم رأي في التسمية مع الموافقة على ان يكون المسمى غير حزبي او منتسب لأي حزب وان يكون من اهل الاختصاص.

وتقول الاوساط ان معظم كتل 8 آذار أكدت ان هناك شخصيات وازنة في البلد من كل ​طائفة​ وهناك كفاءات في الادارة العامة و​المدراء العامين​ وكبار الموظفين بالاضافة الى شخصيات اكاديمية ووازنة ولها تاريخها المهني. وأكد الجميع رفضهم لشخصيات "مستشرقة" ومفروضة من الخارج ولا تعرف حساسيات وتعقيدات والتوازنات الداخلية اللبنانية كما هي غير مطلعة على التفاصيل الداخلية.

وتكشف الاوساط ان ​كتلة المستقبل​ والرئيس ​نجيب ميقاتي​ بدوا خلال الاستشارات على دراية كاملة بما يجري ولم يمانعوا المداورة او تشكيل حكومة بمن حضر وليحدث ما يحدث!

في المقابل اكد "الثنائي الشيعي" عبر الوزير ​علي حسن خليل​ والنائب ​محمد رعد​ ان "الثنائي" متمسك بالمالية وبتسمية وزرائه وان طريقة تعاطي الرئيس المكلف مع القوى الاساسية لا توحي بأنه يريد التشاور والتأليف بل يريد ان يفرض سيناريو معد سلفاً فما لم يؤخذ بالحرب لن يؤخذ بأيام السلم.

وتلفت الاوساط ان الساعات المقبلة والفاصلة بين عصر امس وصباح الخميس ستكون للتشاور وجوجلة حصيلة المواقف التي أدلت بها الكتل ووضعتها في عهدة الرئيس عون والذي سيناقشها مع الرئيس المكلف ومع الفرنسيين.

وتشير الى ان ​الاتصالات​ التي اجراها الجانب الفرنسي مع الرئيسين ميشال عون و​نبيه بري​ ومع "حزب الله" بشكل غير مباشر في الايام الماضية اوحت بأن الفرنسيين مع مزيد من التشاور وعدم اللجوء الى السلبية واعطاء مزيد من الفرص للمبادرة الفرنسية وعدم إفشالها ولا سيما بعد تصلب "الثنائي الشيعي" وتمسكه بمواقفه بالاضافة الى مواقف الكتل الاخرى

والتي ابلغت الفرنسيين ولا سيما النائب ​جبران باسيل​ ان طريقة تعاطي الرئيس المكلف غير مهنية وغير لائقة سياسياً ولا تبشر بالخير او بنوايا صافية لانقاذ البلد من مأزقه.

وتقول الاوساط ان من المرجح ان يؤجل اللقاء المرتقب بين الرئيسين عون و​مصطفى اديب​ غداً للافساح امام مزيد من التشاور والوقت الذي وضعه ​ماكرون​ هومهلة للحث والجدية وليست منزلة ولا يمكن تمديدها بضعة ايام وهو الامر الذي اكده لجوء عون الى فكرة الاستشارات لدفع التأليف ولو استغرق بعض الوقت.

وتختم الاوساط بالقول ان من المبكر الحديث عن سلبية او عن تطيير المبادرة الفرنسية ولكنها ستكون في خطر إذا اصر ماكرون والرئيس المكلف ومن خلفه الرؤساء السابقين للحكومة الاربعة وان يفرضوا على الكتل النيابية المشكلة للبرلمان تعليمات وتوصيات و​تشكيلة حكومية​ وان يجبروا على إعطائها الثقة وان يقبلوا بأعضائها وان يهمش رأيهم ودورهم ووجودهم وعندما يرفضون يتم تهديدهم بالعقوبات. فهذا الابتزاز لن يمر مهما كان الثمن او كانت شكل وحجم العقوبات التالية ولن تكون الا مزيد من حبر على ورق.