رأت أوساط واسعة الاطلاع عبر صحيفة "الراي" الكويتية أنه "لا يمكن قراءة خفايا الورطة التي وجدت ​باريس​ نفسها فيها على المسرح ال​لبنان​ي من دون الوقوف على التلة التي تتيح رؤيةً "ماكرو" للواقع الجيو - سياسي الذي يتحكّم بالمنطقة"، معتبرة أن "جوهرَ المبادرة الفرنسية القائم على فصْل المسارات بين الجانب السياسي ببُعده الاقليمي للأزمة اللبنانية وبين الجانب التقني المالي - الاقتصادي عبر تزويد ​بيروت​ بمكابح تفْرمل السقوط الحرّ حتى الزوال في حفرة الانهيار الكبير، بدا أنه محكومٌ بخلفيات ترتبط بحساباتِ 3 جهات خارجية تتحرّك على رقعة ​الشطرنج​ اللبنانية - الاقليمية".

وأوضحت المصادر أن "الجهة الأولى هي ​الولايات المتحدة​ التي تُقارِبُ الملفَ اللبناني من زاوية المواجهة الكبرى والمفتوحة مع ​إيران​ وأذْرعها وفي مقدّمها ​حزب الله​، وهو ما ظهّره بلا قفازاتٍ وزيرُ الخارجية الأميركي ​مايك بومبيو​ في ​الساعات​ الماضية، رافِعاً ما يشبه البطاقة الصفراء بوجه مبادرة الرئيس ​ايمانويل ماكرون​، وساعياً إلى تصفيحها بإزاء أي انزلاقاتٍ لها نحو شروط الحزب وحلفائه بما يسمح له بإعادة سبْك الدينامية الفرنسية، التي قُدّمت على أنها "فرصة ذهبية" للبنان، وتمكينه أكثر في لبنان كرأس حربةٍ للمشروع الإيراني في المنطقة. الثانية، ​فرنسا​ التي لا يمكن عَزْلُ اندفاعتِها على الساحة اللبنانية التي أعقبت الانفجار الهيروشيمي في ​مرفأ بيروت​ عن رغبتها في العودة إلى المنطقة وشرق المتوسط، وهو ما يجعل أي فشل للمبادرة التي رمى ماكرون من خلالها بثِقْله بمثابة انتكاسةٍ من شأنها أن تترك تداعيات كالدومينو على مجمل الدور الذي تحوكه باريس لنفسها بين خطوط النار و​الغاز​ في الاقليم والثالثة، إيران التي تتعاطى مع الواقع اللبناني من منظار الصراع المفتوح مع الولايات المتحدة ومشروعها الامبراطوري المترامي الساحات".