أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون ​اللاجئين​ في ​لبنان​ ومنظمة ​الأمم المتحدة​ للطفولة اليونيسف، عن "قلقهما البالغ إزاء ارتفاع أعداد الرحلات المنظمة ذاتياً على متن قوارب والمتوجهة إلى قبرص خلال الأسابيع الأخيرة وعن صدمتهما إزاء الوفيات والمخاطر التي يتكبدها العديد من الرجال والنساء و​الأطفال​ في محاولاتهم البائسة للبحث عن سبل للصمود والبقاء".

ولفتت المنظمة واليونيسيف في بيان إلى أن "هذه الحوادث التي تحصل ما هي إلا تذكير مأساوي باليأس الذي يشعر به عدد متزايد من الأشخاص في لبنان إذ لا يرون أي بارقة أمل أو سبيل للبقاء في هذا البلد، ف​الآثار​ الناجمة عن ​الأزمة​ الاقتصادية والمالية المتجذرة وجائحة كوفيد-19 و​انفجار بيروت​ مؤخراً قد دفعت بالكثيرين إلى حافة الهاوية".

وأوضحت ممثلة مكتب المفوضية في لبنان، ​ميراي جيرار​، كيف أن "الناس يحاولون الرحيل في حالات اليأس المزرية، سواء بحثًاً عن الأمان أو الحماية أو للبقاء على قيد الحياة، مهما كان الخطر الذين تنطوي عليه هذه الخطوة. فمعالجة الأسباب التي تدفع إلى القيام بهذه الرحلات اليائسة والحرص على عمليات الإنقاذ السريعة للأشخاص المنكوبين في البحر أمر جوهري، بينما نضاعف جهودنا لتوعية الأشخاص على المخاطر التي تنطوي عليها مثل هذه الرحلات، نعمل في الوقت نفسه على تلبية الاحتياجات الفردية للناجين بشكل منهجي لدى وصولهم وبعد عودتهم إلى أماكن إقامتهم في لبنان".

ولفتت ممثلة اليونيسف في لبنان يوكي موكو، إلى أن "اليونيسف تشعر بقلق بالغ إزاء المخاطر التي يواجهها الأطفال عند ​الهجرة​ في مثل هذه الظروف، ونؤكد التزامنا المستمر بدعم لبنان لضمان رفاه الأطفال في جميع الأوقات والتصدي للأسباب الجذرية للهجرة، بما في ذلك ​الفقر​ وانعدام الفرص الاقتصادية. وحتى تتم معالجة هذه الأسباب الجذرية بصورة مجدية على المدى الطويل، ستستمر العائلات، بما في ذلك الأطفال، في مغادرة منازلهم بحثًاً عن مستقبل أكثر إشراقاً، حتى ولو عن طريق الهجرة غير الشرعية".