أشار سفير لبنان السابق في واشنطن، ​عبدالله بو حبيب​ في حديث لـ"النشرة"، الى أن "​العقوبات الأميركية​ على الوزيرين السابقين ​علي حسن خليل​ و​يوسف فنيانوس​ والتي أتت بعد المبادرة الفرنسية لا يمكن تفسيرها على أنها دعم للمبادرة، بل على العكس أتت كعرقلة لها، وهذا الرأي ليس مبنيًّا على معطيات إنما نتيجة مراقبة الأجواء"، لافتًا الى أن "إنتقاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ في مقاله بصحيفة "لوفيغارو" على خلفية إجتماعه بأحد أركان ​حزب الله​ يأتي في نفس السياق".

ولفت بو حبيب الى أن "كل ما يجري اليوم لا يعني أن هناك تلاعبا من قبل الفرنسيين، فهم جادون بدعم لبنان ولديهم مصلحة في الاستقرار واستتباب الأمن"، مشيرًا الى أن "ماكرون صرّح خلال زيارته الأخيرة بأنهم يريدون حكومة وحدة وطنية، وحصلت إجتماعات مع حزب الله، ولكن الفريق المعارض للحزب لديه إتصالات أقوى مع الفرنسيين بحيث تمكّنوا من إقناعهم ببعض الطروحات، وهذا ما فرمل المبادرة الفرنسية، خصوصًا أن الفرنسيين لا يعرفون طبيعة التعقيدات في الزواريب اللبنانية، في حين رفع الأفرقاء في لبنان السقف مما جعل الحل صعبًا ولكنّه برأيي ليس مستحيلًا".

ورأى بو حبيب أن "على الأفرقاء السياسيين في لبنان أن يتفقوا للوصول الى تشكيل حكومة تستطيع العمل لمصلحة لبنان، لأن الأوضاع في البلاد لم تعُد تُحتمل"، معتبرًا أن "الجانب الفرنسي لا يضغط بالعقوبات لإنجاح مبادرته، وبرأيي آن الاوان للبنانيين أن يتنازلوا بعض الشيء للوصول الى تسوية داخلية".

من جهة أخرى، أوضح بوحبيب أن "العقوبات الأميركية بدأت في العام 2013 بعهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وذلك بضغط من الكونغرس، أما اليوم فإن ​الإدارة الأميركية​ والكونغرس متفقان على سياسة العقوبات، وفي هذه المرحلة قد تزيد بهدف الضغط على لبنان للسير بإتفاق ل​ترسيم الحدود​ مع ​إسرائيل​، وقد تطال شخصيات من أصدقاء وحلفاء حزب الله"، مبيّنًا بأن "الجانب الأميركي لمس أنّها تُضعف خصومه وبرأيي لن تزيد وتيرتها في حال نجح ​جو بايدن​ في الإنتخابات الرئاسية المرتقبة، ولكن في الوقت عينه لن تتوقّف كون الرئيس في أميركا لا يملك حقّ رفضها في حال صوّت عليها الكونغرس".

من جهة أخرى، رأى بوحبيب أن "الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ يتمنّى عقد اجتماع مع مرشد الثورة الاسلامية في ايران ​علي خامنئي​ قبل موعد الانتخابات الرئاسية، كون اللقاء سيشكل دعمًا اضافيًا له في معركته الانتخابية، ولكن لا أعتقد أن الجانب الايراني سيتجاوب مع هذه الرغبة وهو بإنتظار نتيجة الانتخابات ليرى إلى أين سيذهب مسار الامور".

وحول تطبيع دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين مع اسرائيل برعاية ترامب، شدّد بوحبيب على أن "​دول الخليج​ تُبدي تخوّفًا من إيران وتعتبر أنها تسيطر على الوضع الشيعي في المنطقة، كما تتخوّف من ​تركيا​ بالنسبة للوضع السنّي، وترامب كرّر مرارًا استعداده لحماية هذه الدول ولكن بشرط أن يدفعوا الأموال، وبعد تعرض مصافي النفط في السعوديّة لضربة في وقت سابق، يمكن وضع هذه الاتفاقيات الحاصلة في مواجهة إيران، ضمن معادلة عدو عدوي هو صديقي".