ذكرت "الجمهورية" بانه إذا كان ​الرئيس ميشال عون​ قد اعتبر مبادرته فرصة أخيرة لحلّ مثالي لأزمة التأليف، إلاّ انّ الثغرة الأساس فيها، هو انّ القراءات السياسية لها لم تقاربها كمبادرة صادرة من موقع الحكم، بل قاربتها كمبادرة طرف سياسي، لتناغمها شكلاً ومضموناً، مع ما اعلنته اللجنة السياسية للتيار الوطني الحر قبل فترة وجيزة من اطلاقها.

وتبعاً لذلك، فإنّ مفعولها بقي ضمن جدران الرئاسة الاولى، والتغنّي بإيجابيّاتها لم يتخطّ عتبة المدخل الرئيسي للقصر الجمهوري، فـ"الثنائي الشيعي" وبحسب معلومات "الجمهورية"، قرّر ألاّ يتفاعل معها؛ ​عين التينة​ تجاهلتها بالكامل في العلن، وكأنّها غير موجودة، فيما الموقف العميق منها "انّها خطوة مستفزّة بمضمونها، الذي صاغه من يبدو أنّهم في غربة عن حقيقة ​الأزمة​ القائمة، وليسوا على دراية بما يجري".

وأمّا "حليف ​مار مخايل​"، والمقصود هنا "​حزب الله​"، فبحسب معلومات موثوقة، لم تنزل عليه برداً وسلاماً، بل كانت صادمة له، وقد أوصل كلاماً بهذا المعنى في اتجاه ​القصر الجمهوري​. فقد استاء "الحزب" من المبادرة الرئاسية، لمعاكستها ما يعتبرها "الثوابت التي حاد عنها في ما خصّ ​وزارة المالية​ والحق في تسمية الوزراء ​الشيعة​"، والتي سبق وأكّد عليها الحزب في البيان الاخير ل​كتلة الوفاء للمقاومة​، كما عاد وشدّد عليها رئيس الكتلة النائب ​محمد رعد​ في لقاء السبت مع ​رئيس الجمهورية​.

وعلى الخط المقابل أيضاً، كان للمبادرة الرئاسيّة صدى شديد السلبية في "بيت الوسط"، ذلك أنّ مضمونها ينسف كلّ المنطق الذي تسلّح به فريق التأليف منذ اللحظة التي كُلِّف بها اديب لتشكيل الحكومة. وتبعاً لذلك، طُرحت فكرة في أوساط "تيار المستقبل" لتوجيه ردّ مباشر على مبادرة عون، ولكن، اكتُفي بتغريدة قاسية في اتجاه رئيس الجمهورية للنائبة في "المستقبل" رولا الطبش قالت فيها: "لو كنت بيّي كنت ترجّيتك ترتاح".