أشارت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانيّة، في مقال بعنوان "​لبنان​ على حافة الهاوية مع تصاعد الصدامات المسلّحة"، إلى "صدام وقع هذا الشهر بين مجموعتين مسيحيّتين متنافستين، هما، "​حزب القوات اللبنانية​" و"​التيار الوطني الحر​"، خلال موكب إحياء ذكرى اغتيال رئيس الجمهورية ​بشير الجميل​ عام 1982، وهو الزعيم المسيحي إبان فترة الحرب الأهلية اللبنانية".

وأوضحت أنّ "الأمر استدعى تدخّل الجيش لتفريق آخر حلقة في سلسلة الاشتباكات المسلّحة الّتي أثارت المخاوف من تدهور ​الوضع الأمني​، فيما يعمل السياسيّون على تشكيل حكومة جديدة في أعقاب الانفجار الكارثي في الميناء الشهر الماضي"، لافتةً إلى أنّه "وَقعت أيضًا سلسلة من ​الحرائق​ والانفجارات العرضيّة، بما في ذلك حريق في ​جنوب لبنان​ يوم الثلثاء، في منطقة يسيطر عليها "​حزب الله​".

وذكرت الصحيفة أنّ "في الشهر الماضي، قُتل شخصان في حي خلدة جنوبي ​بيروت​، عندما أدّى خلاف على الأعلام الدينيّة إلى اندلاع معركة بالأسلحة الناريّة بين جماعات سُنيّة وشيعيّة"، مبيّنةً أنّ "شخصًا واحدًا على الأقل قُتل خلال اشتباك في حي ​طريق الجديدة​ ذي الأغلبيّة السنيّة، حيث قال سكان إنّه تمّ استخدام رشاشات. بينما كان سبب اندلاع ​العنف​، كما يقول الناس، هو قرار إحدى العائلات البارزة في المنطقة تغيير ولائها من رئيس الوزراء السابق ​سعد الحريري​ إلى شقيقه بهاء".

وركّزت على أنّ "​بهاء الحريري​ ينفي سعيه لمنصب سياسي، لكن الكثيرين في ​الطائفة السنية​ ينظرون إليه على أنّه بديل محتمل لشقيقه"، منوّهةً إلى أنّه "لطالما ضخّت عائلة الحريري الأموال في المنطقة، ودفعت تكاليف المنح الجامعية". ورأت أنّ "أحداث العنف تدور في سياق المفاوضات المتوقّفة حول تشكيل حكومة جديدة، وهناك حاجة ماسّة للتفاوض بشأن خطّة إنقاذ مع "​صندوق النقد الدولي​" واستعادة ثقة ​الدول المانحة​".

كما لفتت إلى أنّ "الأحزاب السياسيّة التقليديّة في البلاد تشترك في السلطة والمناصب من خلال نظام الحصص الفعلي، الّذي تمّ إنشاؤه في أعقاب الحرب الأهلية. كما أنّهم يشترون الولاء من خلال الخدمات، مثل دعم الرعاية الصحيّة أو المساعدات النقديّة بالقرب من وقت الانتخابات، ويلعبون على مخاوف ناخبيهم من أنّ المجموعات الأُخرى قد تشكّل تهديدًا".