لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة تحت عنوان "الوباء سيؤدّي إلى تسريع تطوّر مدننا"، إلى أنّ "التنبؤ بمستقبل المدن أمر محفوف بالمخاطر، خاصّةً إذا استمع المرء إلى كلمات أسطورة البيسبول الأميركية، يوغي بيرا، أنّ "المستقبل ليس كما كان عليه من قبل".

وأشارت إلى أنّ "في الفترة الّتي تلت ظهور وباء "​كورونا​"، قد يبدو الأمر كما لو كان كلّ شيء مختلفًا، لكن على المدى الطويل، أود أن أقترح أنّه بدلًا من تغيير أي شيء، فقد أدّى الوباء فقط إلى تسريع وتضخيم الاتجاهات الّتي كانت واضحة بالفعل قبل أن يضرب الفيروس". وركّزت على أنّ "المدن هي المستقبل، إحصائيًّا اليوم أكثر من أي وقت مضى. ففي عام 1920، كانت ​نيويورك​ ولندن أكبر مدن ​العالم​. أمّا اليوم فليستا حتّى في المراكز العشرة الأولى، لأنّ المدن في حال تطوّر مستمر، تغيّرت إلى الأبد بتكنولوجيا عصرها".

وتساءلت الصحيفة "ما هي السمات المميّزة الّتي قد تكون مكافئة لعصرنا القادم، بعد "​كوفيد 19​"؟ لقد شهدنا بالفعل زيادات كبيرة في تنقّل الأشخاص والسلع والمعلومات، بينما نواجه في الوقت نفسه حقائق تغيّر المناخ"، موضحةً "أنّنا نشهد الآن اتجاهات بعيدة عن ​الوقود​ الأحفوري إلى الدفع الكهربائي الأنظف، والمركبات الّتي يمكن شحنها عن طريق الحث، تحول ضدّ ملكيّة السيّارات من قِبل الشباب الّذين لديهم شهية لمشاركة الركوب والخدمات عند الطلب مثل "Uber"؛ ظهور الدرّاجات البخاريّة والدرّاجات الإلكترونيّة وآفاق تكنولوجيا الطائرات بدون طيّار لنقل الأشخاص والبضائع". وبيّنت أنّ "إلى هذه الاتجاهات في التنقل، أضف أنماطًا جديدة للعمل. وسوف يستمر مكان العمل التقليدي، ولكن سيتمّ استخدامه بشكل أكثر مرونة ومتوازنة مع الوقت الّذي تقضيه في العمل خارج المنزل".

وشدّدت على أنّ "التأثير التراكمي حتّى لعدد قليل من هذه الاتجاهات، سيؤدّي إلى تغيير البنية التحتية لمدننا، حيث نحتاج إلى مساحة أقل بشكل تدريجي للسيارات ويمكننا بالفعل رؤية الآثار في وسط لندن، مع مقترحات لتوسيع الرصيف وتحويل ممرّات المرور إلى ممرّات للدراجات، وفي أماكن أُخرى، تمّ تخصيص شوارع بأكملها كشرفات لتناول الطعام. كما ستعمل التدفئة والتبريد بالإشعاع على إطالة الاستخدام الموسمي للمساحات الخارجيّة".