توجه النائب السابق ​إميل رحمة​، للنائب السابق طارق حبشي الذي توفي اليوم بعد صراع مع المرض، ناعياً إياه بـ "يا اعز الراحلين، يا قامة ارزية لم تحن يوما الجبين، يا المتحدر من قوم صلاب، وقفة وموقفا، ان قلت الكرامة، فأنت عنوانها الاول والاخير، وإن قلت الشهامة، فإن دروبها تنتهي اليك".

وقال رحمة، "انت الذي استويت على عرش الشرف واثق الخطوة تمشي ملكا، بقوة الصدق والاستقامة، وكلمة الحق تطلقها مدوية، لا تخشى قولتها، ولو في وجه سلطان جائر. شعارك في الحياة، "ليكن كلامكم: نعم، نعم، ولا، لا". ما كنت يوما بوجهين ولسانين، بل صريحا إلى حدود الوجع".

كما وصفه بأنه "نظيف اليد، كريمها. وفي المهنة التي اخترت، كنت ذاك الإنسان الذي حدب على أخيه الإنسان، باذلا الجهد، وحتى النفس، لمداواة آلامه، واستئصال أمراضه. تماما كما كنت في الندوة النيابية، ساعيا، طوال عقدين، إلى شفاء ​لبنان​ مما ابتلي به، فكنت بسلوكك القدوة، وما انطويت عليه من شفافة، صوتا صارخا ضد الفساد والمفسدين، والعبث بمقدرات الوطن، وكانت لك الصولات والجولات في التصدي لمن تربص بسيادة لبنان وسعى إلى تقديمه وطنا بديلا على مذبح التسويات الدولية والإقليمية. حقا كنت مقاوما لبنانيا ومسيحيا، وخامة مارونية، لافتة مفرداتها. اجتمعت في شخصك كل صفات المواطنة النموذجية".

وأضاف، "يا خال، ​دير الاحمر​ كلها حزينة، كل من وما فيها يبكيك ويرى فيك وجها من الزمن الجميل يغيب، ملتحقا بفارسها المرشد، ترحل في زمن القحط السياسي، وافول نجم الصدق والصداقة، وراء سحب النفاق، سنفتقدك، كلما أشرقت شمس، وأطل قمر. سنشتاق إليك مع كل هينمة نسيم، وعندلة طير، وكل قطرة عرق متصببة من جبهة ديري يستنبت ارضه خيرا، وكل ساعد مقاوم بصمت المتواضعين"

وأفاد بأنه "ترحل تاركا لبنان لآلامه يئن، ويستغيث، ولا يحصد من مدعي محبته إلا كلاما ينضح بالتحدي المدمر لمقوماته، فيلقمونه حجرا، بل اهدائه املا، وردة وحبا يسمو على الانا. وداعا يا خال، ليبق ذكرك مؤبدا، وسيبقى. يا ترابا فت مسكا في التراب".

​​​​​​