انطلقت المناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ والمرشح الديمقراطي ​جو بايدن​ بسجال لفظي حاد. وبدأت المناظرة بسؤال عن تعيين القاضية إيمي باريت لعضوية المحكمة العليا، ثم الحديث عن برنامج أوباما كير للرعاية الصحية، قبل الانتقال للحديث عن جائحة ​كورونا​.

وفيما كان كل منهما يحاول الحديث كان الآخر يقاطعه لدرجة أن بايدن اتهم ترامب بالكذب ثم قال له: "هلّا تخرس يا رجل". وبعد دقائق وعند حديث بايدن عن الذكاء رد عليه ترامب بالقول: "أنت لا تمت للذكاء بصلة"، فما كان من بايدن إلا أن نعته بالمهرج، فقال له ترامب: "أنت دمية في يد اليسار الراديكالي"، معتبراً أنّه إذا فاز بالانتخابات "سيكون رئيساً ضعيفاً أمام الجريمة و​العنف​".

بدوره، إتهم بايدن، الرئيس الأميركي بأنّه "جرو" الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​، وقال: "هو يرفض أن ينبس ببنت شفة عن المكافآت التي وضعت لقتل جنود أميركيين" في ​أفغانستان​، وأضاف: "أنا واجهت بوتين وجهاً لوجه، وأوضحت له أنّنا لن نقبل أيّاً من هذه الأمور".

وخلال حديثهما عن ​الاقتصاد​، قال ترامب إن ​الولايات المتحدة​ في ظل إدارته "استطاعت بناء أقوى اقتصاد في ​العالم​، لكن الإغلاق جاء بسبب وباء كورونا"، معلنا أن إدارته بصدد إعادة فتح الاقتصاد تدريجيا، متهما الديمقراطيين بالسعي لإغلاق الاقتصاد حتى موعد الانتخابات، بهدف منح الغلبة لمرشحهم.

وردا على تلك الاتهامات، قال بايدن "ترامب سيكون الرئيس الأميركي الأول الذي سيغادر منصبه مع وظائف أقل في البلاد"، ورد على تهمة ترامب لحكام الولايات من الحزب الديمقراطي بتعمد إغلاق الاقتصاد بالقول إنه "لا يمكن فتح الاقتصاد مع تزايد حالات الإصابة في كثير من الولايات، بسبب ما فعله وباء كورونا".

فرد ترامب على ذلك بالقول إن السكان يرغبون في إعادة فتح ​المدارس​، لكن بايدن أعقب على قوله بالتأكيد بأن على الولايات المتحدة "إعادة فتح المدارس بطريقة آمنة".

كما هاجم بايدن الرئيس الأميركي لافتراضه أن المواد المطهرة يمكن أن تساعد في علاج مرضى كورونا، وقال بايدن ساخرا: "ربما يمكنك حقن بعض المطهرات في ذراعك وهذا كفيل بالأمر. لقد مات كثير من الأشخاص".

واختلف ترامب وبايدن بشأن الموعد الذي سيكون فيه اللقاح جاهزا، حيث قال ترامب إنه قد يستغرق أسابيع، بينما قال بايدن إنه لن يكون جاهزا حتى منتصف العام المقبل.

وخلال الحديث عن سلسلة الاحتجاجات التي شهدتها ​الولايات المتحدة الأميركية​ خلال الأشهر الماضية في غمرة تفشي وباء كورونا ومقتل الأميركي من أصول أفريقية ​جورج فلويد​، اتهم بايدن ترامب بتأجيج الوضع وتغذية الكراهية وسط الشعب الأميركي، بينما قال ترامب إن "كل هيئات الولايات المتحدة دعمتني في معالجتي لأعمال الشغب".

وفي رده للتهمة التي وجهها إليه منافسه بايدن قال ترامب "أنت لا تستطيع حتى التفوه بلفظ إنفاذ القانون لأنك خائف من أن تخسر اليساريين". ردا على ذلك، قال بايدن إن "غالبية رجال ​الشرطة​ طيبون ويخاطرون بحياتهم كل يوم لحمايتنا وهناك بعض الأشخاص السيئين الذين يجب أن نحاسبهم".

وفي السؤال الختامي الذي طرحه على كلا المرشّحين مدير المناظرة التلفزيونية الصحافي كريس والاس، تعهّد بايدن الاعتراف بنتيجة ​الانتخابات الرئاسية​ التي ستجري في الثالث من تشرين الثاني، قائلا: "إذا لم يكن الفائز أنا، سأعترف بالنتيجة"، واعداً في الوقت نفسه بأنه إذا ما فاز بالانتخابات فسيكون "رئيساً للديمقراطيين وللجمهوريين"على حدّ سواء".

أما ترامب فتهرب من الإجابة عن السؤال وقال: "ستحصل عمليات تزوير بشكل لم تروا مثيلاً له من قبل وقد لا نعرف نتيجة الانتخابات قبل أشهر".