لفتت مصادر "القوات ال​لبنان​ية" لـ"الجمهورية" الى انّه هناك مَن طرح على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فكرة عقد لقاء ثنائي قبل ان تتطور لاجتماع يضمّ النواب ​الموارنة​، ولدى استمزاج رأي "القوات" بلقاءات من هذا النوع سجّلت اعتراضها لسببين أساسيين:

ـ السبب الأول، لأنّ ​الأزمة​ المالية التي تعصف بالبلد ليست من طبيعة مذهبية او طائفية، إنما أزمة وطنية مالية اقتصادية معيشية بامتياز تُطاوِل ابن عكار و​طرابلس​ و​الضنية​ وزحلة مثلما تُطاوِل ابن ​كسروان​ و​المتن​ و​بيروت​ و​الشوف​ و​النبطية​ و​بنت جبيل​. وبالتالي، هذه المسألة تتطلب معالجة وطنية لا طائفية، وما يحصل أساساً هو أكبر من قدرة ​طائفة​ أو حزب، ويستدعي تَآلف جميع اللبنانيين للخروج من هذه الأزمة غير المسبوقة.

- السبب الثاني، انّ دعوة البطريرك إلى إعلان حياد لبنان لاقت تجاوباً لدى معظم الفئات اللبنانية التي أمَّت ​الديمان​ و​بكركي​ تأييداً لهذا الإعلان الذي يشكّل إنقاذاً للبنان من ​سياسة​ المحاور التي أغرقته في حروب وأزمات وحَوّلته ساحة مُستباحة لنزاعات الآخرين، والحياد يشكّل حلاً وطنياً لا مذهبياً وطائفياً، والبطريرك حَمله لإنقاذ لبنان وجميع اللبنانيين».

ورأت المصادر انه "انطلاقاً من الأزمة المالية العابرة للطوائف والمناطق، وانطلاقاً من دعوة الحياد الى حل لبناني وطني، لا يجوز عقد اجتماعات من طبيعة طائفية او مذهبية لا تقدّم ولا تؤخّر في الأزمة القائمة، بل قد تؤخّر، فيما المطلوب تَضافر كل الجهود للخروج من هذه الأزمة التي شكّلت المبادرة الفرنسية فرصة استثنائية للخروج منها، ولكن تمّ إجهاضها عن طريق التمسّك بالأولوية المصلحية نفسها التي أدت أساساً إلى هذه الأزمة". وشددت على انه "لا يجوز لبعض الأفرقاء المسيحيين، الذين تَمادوا بعيداً جداً في انفرادهم بالقرارات وإدارة ​الدولة​ وبعد سقوطهم المريع، أن يأتوا الآن الى بكركي للتلطّي خلفها".