استنكر ​مجلس المطارنة الموارنة​ "تقصير الدولة اللبنانيّة في مؤسساتها الرسميّة من وزاراتٍ وإداراتٍ معنيّة في التعامل مع الإنفجار الإجراميّ الذّي حدث في ​مرفأ بيروت​ في 4 آب الفائت وعواقبه: اولاً: من حيث التباطؤ في التحقيق وكشف الأسباب والفاعلين الحقيقيين وراء هذه الفاجعة، ومحاكمتهم. ثانيًا: من حيث التعويض على عائلات الشهداء والمصابين بما يحقّ لها، والإسراع في صرف الأموال اللازمة لترميم الأبنية والوحدات السكنيّة حتى لا تفرغ بيروت ممَّن قدَّموا الغالي وعلى مدى سنوات للمحافظة على وجهها المميز في لبنان الرسالة".

وبعد اجتماعه الدوري برئاسة البطريريك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، طالب الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية القيام بما يلزم حتى لا تتكرَّر المأساة-الجريمة فتصيب أبرياء آخرين في مناطق أخرى من لبنان.

وقدر المجلس "المبادرات التضامنية الإنسانية التي قام بها آلاف المتطوِّعين من لبنانيِّين وأصدقاء لبنان في العالم من أبرشيَّات ورهبنات ومؤسَّسات كنسيّة وحكومات وجمعيَّات مدنيَّة وفنِّيَّة وغيرها، بعد انفجار مرفأ بيروت"، ورأى في ذلك "علامة رجاء لشعب لبنان وتقديرًا لأهمية وجوده وحضوره في المشرق"، متمنياً أن "تستمرَّ هذه المبادرات لتطال العدد الكبير من اللبنانيِّين الذين أصبحوا يعيشون تحت خطّ الفقر".

كما أعرب عن أسفه واستيائه الكبير "أمام الألاعيب السياسية التي حالت حتى الآن دون تشكيل حكومةِ إنقاذٍ من إختصاصيين إصلاحيين، تستعيد ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدوليّ، وتعالج تفاقم الأزمة الماليَّة والإقتصادية والمعيشية وخطر حجب الدعم عن المواد الأساسيَّة".

وأكد أن "الضمير الوطني يُوجِب وضع المصالح الخاصة جانبًا، ويشجب مُخالَفة أحكام الدستور (بخاصَّة المواد 53/2 و64/2 و95/ب)، خلافًا لما درج عليه تشكيل الحكومات في لبنان منذ الإستقلال وحتى وثيقة الوفاق الوطني"، لافتاً إلى أن "الأوضاع العامة الكارثية تتطلّب تجردًا وشجاعةً وإقدامًا من جميع المعنيين. فعسى الله يُلهِمهم سواء السبيل".

كما أبدى تخوُّفه الشديد من "تفاقم الحال الوبائية في طول البلاد وعرضها، بحيث باتت تُهدِّد بالعجز تمامًا عن مواجهتها بالإمكانات الصحية الرسمية والخاصة المتوافرة"، وأهاب بالمواطنين "الإلتزام بالقرارات والتوجيهات المُحدَّدة لكبح انتشار ﭭـيروس كورونا عبر الحجر حيث يلزم، والتقيّد بشروط الوقاية، وعدم الاستهتار بحماية الذات والآخرين".

وحيا القوى العسكرية والأمنية في مواجهتها إرهاب الجماعات الأصولية، سائلاً الراحة لشهدائها والشفاء لجرحاها، وراجياً أن يكون التزامها بواجباتها الوطنية مُقدِّمات خيِّرة للأمن الشرعي على الأراضي اللبنانية كاملةً.

كما رحّب بإعلان "المشروع الإطاريّ" للمفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة، أملاً بأن تُسفِر عن حلٍّ سريع يسمح للبنان بالإفادة من ثروته النفطية والغازية لصالح دولته وبالتالي أبنائه جميعًا.

وأعلن أن الكنيسة تكرس هذا الشهر من السنة لإكرام العذراء مريم سيدة الوردية، فيدعو الآباء أبناءهم الى المشاركة في هذا التكريم، من خلال تلاوة المسبحة الوردية والتأمل بأسرار الخلاص، سائلين الله بشفاعتها أن يرحم نفوس ضحايا انفجار المرفأ ويسكب في قلوب ذويهم تعزياته الأبوية، وأن يشفي الجرحى ، ويبارك جهود الإغاثة والترميم، ومساعدة المتضررين.