ركّزت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، في افتتاحيّتها بعنوان "الهوّة تزداد عمقًا"، على أنّ "آمال رئيس الوزراء البريطاني ​بوريس جونسون​ في احتواء الموجة الثانية من وباء "​كوفيد 19​"، مُنيَت بإخفاق كبير".

ولفتت إلى أنّ "لهذا الفشل أسباب عديدة، ولكن ما لا شكّ فيه هو أنّ الحكومة فشلت في احتواء الموجة الثانية من الوباء. إذ ارتفع عدد حالات الإصابة بـ"كوفيد 19" في ​بريطانيا​ إلى 17540 حالة يوم الخميس"، مبيّنةً أنّ "نظام الاختبار والتتبّع للمصابين بالفيروس والمخالطين لهم سجّل أدنى معدّل يومي لاستخدامه منذ بدء الجائحة. وتحذّر ​المستشفيات​ من أنّها قد لا يمكنها الصمود أمام حالات الإصابة اليوميّة بحلول نهاية تشرين الأول، إذا استمرّت في الارتفاع بالمستويات الحاليّة".

وأكّدت الصحيفة أنّه "لا ينبغي وضع كلّ هذه الإخفاقات على أبواب حكومة جونسون، على الرغم من أنّ العديد منها يجب أن يكون كذلك"، موضحةً أنّ "سرعة انتشار الفيروس وحجم الوباء، يمثّلان تحدّيًا صعبًا للغاية لأي حكومة، حتّى لو كانت أكثر كفاءةً وتركيزًا". وشدّدت على أنّه "ليس من العدل التظاهر بأنّ فشل بريطانيا في احتواء الموجة الثانية أمر فريد. الحكومات الأُخرى والأفضل في ​أوروبا​ الغربية تجد صعوبة في التصدّي للوباء"، وذكرت أنّ "​فرنسا​ و​إسبانيا​ وأيرلندا، من بين دول أُخرى، تواجه ارتفاعات مماثلة. حتّى ​ألمانيا​ حذّرت من أنّ العدوى تخرج عن نطاق السيطرة".

وأشارت إلى أنّ "مع الإقرار بالصعاب الّتي يواجهها العالم في احتواء الفيروس والتعامل معه، تأتي حكومة جونسون في صدارة ما يسمّيه عالم السياسة الأستاذ سير إيفور كرو، في مقال جديد لمركز أبحاث الإصلاح، "أفظع فشل للحكم البريطاني في الذاكرة الحيّة".