دعا رئيس جمعيّة عدل ورحمة الأب د. ​نجيب بعقليني​ الى "الغاء عقوبة ​الاعدام​ من النصوص والنفوس والتطبيق، لِما لها من تأثيرات وانعكاسات وتداعيات سلبية ومؤذية على ​مسيرة​ حياة المجتمعات"، متسائلا: "ما هو الهدف من تلك العقوبة؟ الانتقام والردع و​تحقيق​ العدالة الجنائية؟ هل هي للحماية من الشر، وردع المجرمين؟ وهل القصاص والعقوبة وإلغاء ​الحياة​، هي الحلول المناسبة؟ أليست عقوبة الاعدام جريمة قتل قانونية؟".

وسأل في بيان: "ألا يتعرض الكثيرون من أفراد المجتمع إلى إعدام مقنع؟ وفاضح وقاتل؟ من قبل اصحاب السلطات وحيتان ​المال​ والمتحايلين على القانون، والمعتدين على ​حقوق الانسان​ وكرامته؟ أوليست ​منظومة​ ​الفساد​ والغش والتزوير والقمع والبطش أيضا إعدام مقنع؟ أوليس هؤلاء مجتمعين معاً ينفذون عقوبة الاعدام على الأبرياء والضعفاء والمساكين والفقراء والشرفاء؟"، مشيرا الى أنه "من هنا على المجتمعات إيجاد البدائل، من خلال نبذ ​حالات​ الفساد و​العنف​ و​التطرف​ و​الارهاب​، مبتعدين عن الكراهية والحقد، والانتقام والتعذيب و​العنصرية​، ومتمسكين بالعلم والثقافة والاخلاق والقيم الانسانية، ومشددين على حبّ الحياة وصونها، وإحترام الذات والاختلاف والتنوع، وتطبيق القوانين والانظمة، ومكافحة الجريمة وأسبابها، والحدّ من انتهاك حقوق الانسان وكرامته، وذلك من خلال التوعية والتأهيل والتربية والتعليم، ونشر روح المحبّة والتسامح والإيمان والعمل الاستباقي".

وشدد على أن "عقوبة الاعدام غير مقبولة، والكنيسة تعمل بحزم على طرح إلغائها في جميع أنحاء ​العالم​. الكفاح ليس فقط من أجل الغاء عقوبة الاعدام، بل من أجل تحسين ظروف السجن"، معتبرا أن "​السجن المؤبد​ هو عقوبة إعدام مستترة".

وذكّر الأب بعقليني أن "​الإنسان​، مدعو للحياة، لا للموت، وللمواجهة ورفض ​الإعدام​ المقنع، بشتى الوسائل القانونية والشرعية. لننتفض بوجه كل من يدفعنا نحو الموت البطيء، ولنردع كلّ من يمارس علينا الاعدام المقنّع. ألاّ تكفي أحلام الانسان ورجائه وعزيمته كي يسير وراء الحياة ومعها وأمامها؟".