أكّد عضو "​اللقاء الديمقراطي​" النائب ​بلال عبدالله​، "أنّنا لا ننتظر إشارات لا من الداخل ولا من الخارج، بل نعمل وفق ما يمليه عليه ضميرنا"، مشيرًا في موضوع ​تأليف الحكومة​ إلى أنّنا "إذا كنّا نستنسخ ما كان يجري في الماضي، نكون إذًا غير مدركين لدقّة الوضع في البلد. نحن أمام استحقاق داهم، اجتماعي واقتصادي ومالي قبل أن يكون سياسي".

وأوضح في حديث تلفزيوني، أنّ "هناك لحظة ترسيم مصالح الدول الإقليميّة الكبرى في كلّ هذه المنطقة، وعوامل أُخرى متراكمة، وآن الأوان أن نأخذ مسافة صغيرة عن الإقليم الملتهب، ونعتني أكثر بالداخل اللبناني"، لافتًا إلى أنّ "أي حكومة تلبّي المطالب المنبثقة أساسًا عن المبادرة الفرنسيّة، سيُكتب لها النجاح. وإذا حمّلت عمليّة التأليف أعراف جديدة من هنا وتمسّك بوزراء من هناك، ستفشل".

وشدّد عبدالله على "أنّنا أمام حافة الإنهيار الكامل، ولا يمكن أن نبقى مرتمين بالكامل في محور معيّن ومنعزلين، ونطلب من ​المجتمع الدولي​ مساعدتنا"، داعيًا إلى "حصر ملفنا الحالي بهذه الحكومة بشأنين: أوّلًا إصلاح اقتصادي مالي سريع، يماشي برنامج "​صندوق النقد الدولي​"، وثانيًا إعادة إعمار ​بيروت​". وركّز على أنّه "خلال مرحلة المفاوضات والمشاورات، إذا سعى كلّ فريق لتسحين شروطه، فلجأ إلى شدّ العصب أو رمي الاتهامات، عندها نكون قد وضعنا العصي بالدواليب".

وأكّد أنّه "آن الأوان ألّا نكون ساحة مفتوحة للصراع الإقليمي الدولي، ونحن بحاجة إلى ترفّع من الجميع، وطَي صفحة المناكفات ورمي الاتهامات"، مبيّنًا أنّ "الكل شارك بالخطأ: ​التسوية الرئاسية​ كانت خطأً، ​قانون الانتخابات​ خطأ، الحكومات المنتجة خطأ". وأعلن أنّ "الاتصالات بيننا وبين رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ و"​تيار المستقبل​"، لم تنقطع، و"اللقاء الديمقراطي" سيجتمع في أقرب فرصة، وسيتّخذ الموقف المناسب"، موضحًا أنّ "موقفنا مرتبط ومرهون بالمصلحة الوطنيّة بشكل أساسي".

وذكر أنّ "الحريري قدّم كشف حساب في إطلالته التلفزيونيّة الأخيرة، وحدّد المسؤوليّات على طريقته وأَعلن ترشّحه، وهو مرشّح منطقي لأنّه يمثّل شريحة واسعة من المواطنين وفق هذا النظام الطائفي المقيت الّذي يجب التخلّص منه". ورأى أنّ "رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ قام بمبادرة جيّدة أنّه حدّد مشاورات نيابيّة متأخّرة بعض الشيء، والحريري أعلن من موقعه أنّه مرشّح ل​رئاسة الحكومة​، وبالتالي على القوى السياسيّة الآن تحديد مواقفها، وأتوقّع أن يترفّع الجميع".

من جهة ثانية، لفت عبدالله إلى "أنّنا ربمّا مع ترشيد الدعم، لكن وقفه تمامًا بظلّ تآكل مدخرات الناس و​البطالة​ المستشرية و​الفقر​، نكون نؤسّس لثورة اجتماعيّة كاملة وخلل أمني، والقوى الإقليميّة جاهزة لاستغلال الأمر والعبث بأمننا الداخلي".