نفذ إتحاد العمال والمستخدمين في الشمال، اعتصاما عماليا في ​ساحة جمال عبد الناصر​ التل في ​طرابلس​، رفضا لسياسة رفع الدعم، في الذكرى السنوية الأولى لحراك السابع عشر من تشرين الأول.

وخلال الإعتصام، توجه رئيس الإتحاد النقيب شعبان عزت بدرة للعمال مؤكداً أنهم دفعوا "غاليا ثمن تمسككم بوحدة ​لبنان​ بكل مكوناته في إطار محيطه العربي المقاوم الرافض للظلم والنهب، والراغب في إعطاء العمال والكادحين وذوي الدخل المحدود حقوقهم كاملة، بعد أن حرموا لسنوات طويلة من حقهم في حياة كريمة، وهم الذين بنوا الوطن بعرقهم وجهدهم ليكتشفوا أن الشبكة الحاكمة التي أعماها الفساد عن رؤية اقتصاد الوطن ينهار بفضل طغيان اقتصاد ريعي يزيد ثروة الأغنياء على حساب لقمة عيش الفقراء الذين يموتون على أبواب ​المستشفيات​ ولا يستطيعون تأمين لقمة العيش لعائلاتهم بعد أن أعمى الجشع عيون الرأسمالية المتوحشة المتجسدة في أصحاب المصارف والهندسات المالية للمصرف المركزي".

ولفت بدرة إلى أنه "إذا كنا سنحتفل هذا الأسبوع بالذكرى السنوية الأولى لحراك السابع عشر من تشرين المطلبي والسلمي الذي تفاءلنا به بعد أن تبلور تيارا عابرا للطوائف والمذاهب والمناطق، إلا أن هذا الأمل سرعان ما تبدد بعد هيمنة بعض أطراف السلطة عليه وحرفته عن مساره الطبيعي ومارست العنف الذي انعكس سلبا على الفقراء والكادحين بدل أن يحاصر الشبكة الحاكمة ويدفعها لإنصاف الطبقات الفقيرة والمحرومة".

كما نوه بأن "تفجير ​مرفأ بيروت​ وتدمير المنطقة المحيطة به، جاء ليزيد الوضع الإقتصادي سوءا ويفرض الغلاء الفاحش في الأسعار وخصوصا بعد الإرتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار. الأمر يستوجب وضع خطة إقتصادية متكاملة تأخذ على عاتقها بدء إصلاحات جدية في بنية النظام الإقتصادي وتحقق بعض التوازن بين مكونات الوطن"، منوهاً بأن "اتحاد ​نقابات العمال والمستخدمين​ في لبنان الشمالي بالتعاون مع ​الإتحاد العمالي العام​ في لبنان قد أخذ على عاتقه أن يطلق انذارا للدولة يشكل المدخل لدعم المطالب المحقة والعادلة والمشروعة لكل اللبنانيين".

وشدد ندرة على أن "رفع الدعم عن المشتقات النفطية والأدوية والمواد الغذائية والقمح والطحين من شأنه أن يحقق انتكاسة إقتصادية تزرع الفقر وتزيد البطالة وتدمر ما تبقى من ضمان اجتماعي وترفع الأسعار بشكل جنوني وتطلق العنان لارتفاع ​سعر الدولار​ وتنعكس سلبا على كل مرافق الحياة"، متسائلاً "هل تنقذ هذه الإجراءات الإقتصاد الوطني وتعيد له حيويته؟".

وحذر كذلك المسؤولين من "مخاطر رفع الدعم وانعكاساته المدمرة على الوطن التي سيدفع اللبنانيين لإجهاض تلك السياسة ولو بالقوة حفاظا على الوطن بكل مكوناته".