أوضحت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانيّة، في مقال، أنّ "​منظمة الصحة العالمية​ تتعرّض لهجمات مختلفة بسبب تعاملها مع أزمة فيروس "كورونا"، فهي تارةً متَّهمة بمساعدة ​الصين​ في التغطية على انتشار الفيروس في إقليم ​ووهان​، وتارةً أُخرى بإصدار توجيهات ملتبسة بشأن غطاء الوجه وتقييد السفر".

ولفتت إلى أنّ "مدير المنظمة الإثيوبي تيدروس أدانوم غبريوس، أصبح مستهدَفًا بعبارات الكراهيّة والحقد، مثلما حدث ل​أنتوني فاوتشي​ في ​الولايات المتحدة الأميركية​، إذ تحوّل إلى كبش فداء بيد السياسيّين من بينهم الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​"، مشيرةً إلى أنّ "استهداف "منظمة الصحة العالمية" من السهولة بمكان، ولكنّه عمل لا يفيد في شيء، ويعيق في الوقت ذاته جهود مكافحة مرض "​كوفيد 19​".

وركّزت الصحيفة في المقال على أنّ "هذا لا يعني أنّ المنظّمة لم ترتكب أخطاءً، بل إنّها وقعت في خطأ الإشادة بالصين في المراحل الأولى من انتشار الفيروس دون مبرّر لذلك، وهو ما أثّر على حيادها. وهناك شبهة في موقفها حاليًّا ضدّ وضع القيود عل السفر، على الرغم من تزايد عدد الإصابات". وبيّنت أنّ "دولًا مثل ​بريطانيا​ و​البرازيل​ والولايات المتحدة كان لديها الوقت الكافي للتحرّك ضدّ انتشار الفيروس، إلّا أنّها فضّلت الانتظار ومتابعة تطوّر الأمور في ​إيطاليا​".

وذكرت أنّ "المنظّمة ربّما كانت لطيفة مع الصين في المراحل الأولى من انتشار الفيروس، ولكنّها أيضًا تساهلت مع الولايات المتحدة الّتي وضعت أسوأ سياسة في التعامل مع الوباء"، ورأت أنّ "المنظمة وقعت بين نارَين في مواقفها وتصريحاتها، ولا يمكنها أن تفعل أكثر ما لم تتوصّل الولايات المتحدة والصين إلى أرضيّة مشتركة بينهما لتخفيف الاحتقان".