حذرت أوساط مطلعة لصحيفة "الراي" من أن المبادرة الفرنسية التي تُعتبر الفرصة الأخيرة ل​لبنان​ لسلوك أول الطريق للخروج من الجحيم الذي انزلق إليه، تقوم على سيبة مزدوجة: مضمونٌ عنوانه حكومة الاختصاصيين المستقلين الذين لا تسميهم الأحزاب وتلتزم الورقة الإصلاحية، ومناخٍ تبريدي بين القوى السياسية يوفّر خيمةَ فكِّ اشتباكٍ يُعْلي هدف الإنقاذ.

وبحسب هذه الأوساط فإنه "مع اعتذار السفير ​مصطفى أديب​ قبل 3 أسابيع فإن المبادرة الفرنسية تلقّت ضربةً في مضمونها، مع إصرارِ الائتلاف الحاكم على التشاور مع ​الكتل النيابية​ لتسمية وزرائها، فيما جاء إرجاءُ تكليف الحريري وما رافَقَه ليعكس نسْفاً للمناخ الذي أرْساه المسعى الفرنسي خلال زيارتيْ الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ ل​بيروت​، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول أفق ​الأزمة​ اللبنانية وملفّ ​تشكيل الحكومة​ ومعهما مصير المبادرة برمّتها".

وما عزّز المخاوف من القفزة في المجهول، بحسب الصحيفة، أن الحسابات التي تحكّمتْ بالتأجيل جاءت مدجّجةً بخلفياتِ المعركة بين رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ ورئيس ​التيار الوطني الحر​ ​جبران باسيل​ كما بحساباتِ ​حزب الله​ في مقاربةِ الملف الحكومي. واعتبرتْ الأوساط أن ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ وبعد ما أشيع عن تحالف رباعي على تكليف الحريري بقاطرةٍ يقودها ​الثنائي الشيعي​ ورئيس ​الحزب التقدمي الإشتراكي​ ​وليد جنبلاط​ وبمظلّة مسيحية يتقدّمها رئيس ​تيار المردة​ ​سليمان فرنجية​، اختار هزّ الطاولة قاطعاً الطريق على تجيير عنوان الغطاء المسيحي لفرنجية، والأهمّ على الاستفراد بباسيل باعتبار أن من شأن منْح زعيم ​المستقبل​ ورقة تسميته قبل حصول DEAL حول التأليف أن يجعله متقدّماً خطوةً وبموقع أقوى للتفاوض حول شروطه التي لم يُظْهِر اتجاهاتٍ للتراجع عنها في ما خص مَن يسمي الوزراء المستقلّين.وفي رأي الأوساط أن الحريري بتَجَرُّعه كأس التأجيل وإصراره على إبقاء ترشيحه يقطع الطريق عملياً على كل المرشّحين المحتملين الآخَرين كما يُبْقي المبادرة الفرنسية على قيد ​الحياة​، في حين أن عون وبالتأجيل الذي رَبَطه بالميثاقية أي بحصول الحريري على تأييد كتلة مسيحية وازنة يرْمي ضمنياً إلى نيْل زعيم المستقبل موافقة التيار الحر والتفاهم على التأليف قبل التكليف أي عملياً لبْننة مسعى ​باريس​ واستدراجها الى حكومةٍ تكنو – سياسية".