على عكس أجواء لقائهم بالمدعي العام التمييزي القاضي ​غسان عويدات​، أكثر من جيد كان لقاء أهالي ​ضحايا​ ​فوج إطفاء بيروت​ الذين سقطوا في إنفجار ​المرفأ​، مع المحقق العدلي ​القاضي فادي صوان​ واكثر من جيد أيضاً جاء لقاؤهم مع وزيرة العدل في ​حكومة​ ​تصريف الأعمال​ ​ماري كلود نجم​. أهالي الضحايا إرتاحوا للصراحة التي تعاطى بها معهم كل من صوان ونجم، حتى لو أنهم لم يطلعوا منهما على مضمون ال​تحقيق​ات إحتراماً لسريتها. إتفقوا مع الوزيرة نجم على زيارتها أسبوعياً لمتابعة كل التطورات المتعلقة بالملف، وحصلوا منها على وعد بأنها ستتابع الإجراءات التي من شأنها تسريع الملف.

هم سمعوا من القاضي صوان بأن عمله كقضاء ​لبنان​ي شبه إنتهى وهو ينتظر ​تقرير​ المحققين الفرنسيين وتقرير المحققين البريطانيين وذلك بعدما تسلّم تقرير محققي الـfbi، كما ينتظر أيضاً الأجوبة على الإستنابات القضائية التي أرسلها الى كل من ​تركيا​ وقبرص والموزمبيق و​بلجيكا​ و​بريطانيا​ و​الأردن​ لكشف كل المعلومات والمعطيات المرتبطة ب​باخرة​ نيترات الأمونيوم "روسوس" وعن أسباب توجهها الى لبنان، والى أين كانت وجهتها الأساسية وما هي الكمية التي أفرغتها في ​مرفأ بيروت​، ومن هو صاحبها وقبطانها، ولماذا تخلت الشركة التي تملكها عنها ولم تدفع ضرائبها الجمركية؟. وفي هذا الإطار تكشف المعلومات أن القاضي صوان توجه الى فريق التحقيق البريطاني بعشرة أسئلة محددة وهو لا يزال ينتظر الأجوبة عليها علماً أنها تأخرت بعض الشيء، لذلك تدخلت الوزيرة نجم والتقت ​السفير البريطاني​ طالبة منه التسريع في إرسالها.

كذلك ستلتقي نجم الأسبوع المقبل بالسفيرة الفرنسية ​الجديدة​ لحث بلادها على التسريع في تقرير المحققين الفرنسيين على إعتبار أنه الأهم بين كل التقارير لأنهم من أخذوا عينات من التربة في المرفأ ومن قعر البحر، وبناء على نتائج تحاليل هذه العينات، سيتبيّن إذا كان هناك عمل أمني مفتعل أو مواد متفجرة مستعملة خلال الإنفجار أم لا. أكثر من سؤال سمعته وزيرة العدل من اهالي الضحايا حول عدم اللجوء الى تحقيق دولي والإكتفاء ب​القضاء اللبناني​ عبر ​المجلس العدلي​، فكان الجواب بحسب المصادر إن التحقيق الذي يحصل في لبنان هو دولي في جزء كبير منه لأن فرقاً دولية أميركية وفرنسية وبريطانية شاركت في التحقيقات، ولأن الدول التي سقط لها ضحايا من رعاياها بسبب الإنفجار فتحت تحقيقاً خاصاً في بلادها.

حتى الصور الملتقطة عبر الأقمار الإصطناعية والتي طلبها لبنان من أكثر من دولة، لم يحصل عليها بعد لذلك كررت وزيرة العدل طلبها لهذه الصور. إذاً، نتيجة التحقيقات في إنفجار مرفأ بيروت باتت رهن التجاوب الدولي وكل ما وصلت التقارير والإستنابات القضائية المطلوبة بسرعة، كل ما إقترب موعد إقفال التحقيقات وبدء المحاكمات في المجلس العدلي، والأمل كل الأمل بأن ينتهي هذا المسار الطويل بكشف الحقيقة كاملة وبمحاسبة المهملين والمقصّرين إحتراماً لأرواح الضحايا وللجرحى ولمئات الآلاف من المشردين.