علمت "​الشرق الأوسط​" من مصادر نيابية بارزة أن "حزب ​القوات​ لم يتردد في اتخاذ قراره بعدم التجاوب مع رغبة رئيس ​التيار الوطني الحر​ ​جبران باسيل​ الذي أعلمه بها بالمراسلة لغياب التواصل بينهما منذ فترة طويلة.

وكشفت المصادر أن "قيادة القوات قررت أن تدير ظهرها للنصيحة التي أسداها باسيل، إنما بلسان ​الرئيس ميشال عون​ الذي عزا التأجيل الأول للاستشارات إلى أن تكتلات نيابية اتصلت به وتمنت عليه تأجيلها لبروز صعوبات تستدعي منه التدخل لإيجاد الحلول لها".

وأشارت المصادر إلى أن قيادة "القوات" اعتبرت أنه لا صلة للاستشارات النيابية بالميثاقية، ورأت أنها ليست مادة للتداول فيها لأنها خارج البحث طالما أنها محصورة بتسمية الرئيس المكلف ل​تشكيل الحكومة​ ​الجديدة​، مؤكدة أن الهدف منها تعداد الأصوات في نهاية الاستشارات للإعلان عن اسم المرشح الذي نال تأييد غالبية النواب.

ولفتت إلى أن هذا الموقف "أسهم في إسقاط الذرائع التي استند إليها ​الرئيس عون​ لتبرير تأجيل الاستشارات والتي ستكون حاضرة بامتياز في الاستشارات التي ستجرى الخميس المقبل، ما يفقده التذرع بها لأن التيار الوطني الحر سيجد نفسه وحيداً ولن يتمكن من جر الآخرين إلى ملعبه لاستخدامهم في تعطيل اللعبة البرلمانية وصولاً إلى ابتزاز الحريري والتهويل عليه". وأضافت أن "باسيل لا يعير أي اهتمام للاصطفاف السياسي الذي خلط أوراق إلغاء خطوط التماس السياسية بين ​قوى 8 آذار​ وبين ما تبقى من قوى ​14 آذار​، بعد أن تفرق العشاق ولم يعد ممكناً إعادة الروح إليها".

ورأت أن رئيس "القوات" ​سمير جعجع​، وإن كان على خلاف مع رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​، فإنه في المقابل "أبقى على كوة يمكن التأسيس عليها لعلها تفتح الباب لمعاودة التواصل بينهما". وقالت إن "حزب القوات في اجتماع نواب تكتل ​الجمهورية القوية​ انتهى إلى تجديد موقفه بعدم تسمية الحريري لتولي ​رئاسة الحكومة​ انسجاماً مع قناعته بتشكيل حكومة من رئيسها إلى وزرائها من مستقلين واختصاصيين من دون أن يسمي المرشح البديل في مواجهة الحريري خلافاً لتسميته في المرات السابقة السفير ​نواف سلام​ للرئاسة الثالثة". وأكدت أن "مشاركة نواب القوات في الاستشارات من دون تسمية أي مرشح لرئاسة الحكومة يفقد عون ومن خلاله باسيل عدة الشغل لتبرير تأجيله الثاني للاستشارات، وهذا ما يتيح له الإبقاء على خط الرجعة لمعاودة التواصل مع تيار الحريري".

واعتبرت أن الاستشارات ستجرى في موعدها "لأن التذرع بفقدانها الميثاقية ليس في محله ولم يسبق أن استخدمت مثل هذه الذريعة لتعطيلها"، وقالت إن "باسيل يخوض معركته وحيداً، وهو الآن يتموضع تحت عباءة ​رئيس الجمهورية​".