أشار مصادر سياسية لـ"الجمهورية" الى انه إذا صَحّ ما يقال عن معركة حامية ومعقّدة في مرحلة تأليف ​الحكومة​، فهذا ليس له سوى معنى وحيد وهو أنّ تأخير التأليف لن يُفهَم الّا على أنّه إمعان في العرقلة، ورسالة شديدة السلبية تُرسَل الى ​المجتمع الدولي​ الذي ينتظر ​تشكيل الحكومة​ للبدء بالاصلاحات التي وضعها شرطاً لتقديم المساعدات ل​لبنان​.

واضافت المصادر: "انّ المعرقلين، أيّاً كانوا، لن يكونوا في مواجهة الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة، بل إنهم سيكونون في مواجهة المجتمع الدولي".

وفي هذا الاطار، لفتت المصادر الى "انّ الاجواء الدولية تَشي بارتياح لإعادة ​تكليف​ رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ تشكيل الحكومة. والفرنسيون، كما هو معلوم، يقدمون مبادرتهم كفرصة إنقاذية لبنانية، ويعتبرون في الوقت نفسه ان الحريري جاد في التزامه وضع برنامجها الاصلاحي موضع التنفيذ. ولقاء مساعد ​وزير الخارجية​ الاميركية دايفيد شينكر مع الرئيس الحريري عَكسَ موقفاً اميركيا داعماً لتشكيل الحريري الحكومة الانقاذية، وانّ ​الولايات المتحدة​ على استعداد لتقديم المساعدة شرط بروز الجدية المطلوبة في الانقاذ وإجراءات الاصلاحات التي ينادي بها ​الشعب اللبناني​".

وخَلصت المصادر الى القول: "بعد تكليف رئيس الحكومة يجب ان تتشكّل حكومة في أسرع وقت، فخطوطها ​العريضة​ موجودة، وجرى التأسيس لها في التكليف السابق، ما يعني انّ ثلاثة أرباع العُقَد محلولة. وبالتالي، إنّ القَول بِنقل المعركة من التكليف الى التأليف هو قول مستغرب ولا يُطمئِن، خصوصاً انه يُبقي لبنان في الدوامة، ويصبّ المزيد من الزيت على نار الأزمة التي تزيد اشتعالاً كل يوم".