كشفت مصادر سياسية متابعة لـ"الجريدة" أن "شكل ​الحكومة​ وحجمها كان محور اللقاء بين ​الرئيس ميشال عون​ ورئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​، حيث يريدها الرئيس المكلف مصغرة، بينما يفضلها ​حزب الله​ و​التيار الوطني الحر​ موسعة"، لافتة إلى أن "هذه المسألة لن تكون عائقا أمام التشكيل".

ورأت المصادر أن "الحريري لم يقل إنه يرفض حكومة تكنوسياسية، وتحدث عن اختصاصيين، وهذا يعني أنه لا يرفض مثلا وجود 5 أو 6 أسماء تكنوسياسية في الحكومة"، مشيرة الى أن "رئيس التيار الوطني الحر النائب ​جبران باسيل​ قال للحريري خلال الاستشارات إن معايير التشكيل يجب أن تكون واحدة، بمعنى أنه إما الجميع يسمون وزراءهم أو الجميع لا يفعلون، وإن كان الجميع لا يسمون فتشكل الحكومة أنت و​رئيس الجمهورية​، ونحن نوافق مسبقا على كل ما تتفق عليه معه".

وأفادت بأنه "بات محسوما أن القوى السياسية ستسمي وزراءها، وأن مبدأ المداورة سقط، وأن الحصة الشيعية شبه متفق عليها، و​وزارة المال​ ستكون لرئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​، وحقيبة ​الصحة​ ستبقى مع حزب الله، و​وزير الصحة​ سيكون اختصاصيا وليس حزبيا، أي لا يمتلك بطاقة حزبية"، متابعة: "حصة ​الدروز​ و​السنة​ والشيعة في الحكومة، شبه محسومة، ويبقى التفاهم على حصة المسيحيين، وهذا ما حصل خلال لقاء عون والحريري".

واضافت: "أما النقطة الثانية التي ناقشها الرجلان فهي برنامج الحكومة، حيث سيسعى الحريري إلى انتزاع موافقة متجددة من ​الرئيس عون​ على التزام القوى السياسية بما تعهدت به أمام الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ في قصر الصنوبر"، مبينة أن "الحريري طلب من عون التوسط لدى حزب الله لعدم رفع السقف واللاءات الى درجة تعوق التشكيل".

وختمت: "زيارة الحريري غداة الاستشارات تحمل إشارات ليونة ومرونة، تعكس رغبته في الوقوف عند رأي الرئيس عون، وعند مطالبه وتصوره للتشكيل، فهل سيلاقي عون وتياره الحريري في منتصف الطريق، فيتصاعد الدخان الابيض في غضون أيام قليلة؟".