أبلغت اوساط واسعة الاطلاع الى "الجمهورية" انّ الايجابية التي عكسَها بيان ​القصر الجمهوري​، بعد اللقاء بين ​الرئيس ميشال عون​ ورئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​، "قد لا تكون دقيقة".

واشارت المصادر إلى "أنّ الحريري متعاون حتى الآن، الا انه يُخشى من ظهور عقبات هنا أو هناك"، مشددة على "ضرورة التعجيل في ​تشكيل الحكومة​ لأنّ كل يوم تأخير ستكون له تداعيات سلبية وسط الازمة الاقتصادية- الاجتماعية القاسية".

وعلمت "الجمهورية" انّ الاجواء الايجابية التي غَطّت مناخ التأليف الحكومي قد مسحتها سلبيات مفاجئة طرحت في ​الساعات​ الاخيرة، من شأنها، اذا ظَلّت مُستعصية، ان تؤخر التأليف الذي كان يُسعى ان يكون خلال ايام قليلة، الى فترة طويلة تزيد على الأسابيع.

وفي معلومات موثوقة لـ"الجمهورية" انّ البحث بين عون والحريري لم يُكمل امس بالايجابية التي بدأ فيها، بل انه عاد واصطدم بعقدة المداورة في توزيع الحقائب، حيث برز موقف ل​رئيس الجمهورية​ يصرّ فيه على المداورة الشاملة في توزيع الوزارات.

وشَبّهت مصادر سياسية مطلعة على اجواء ​الاتصالات​ الاخيرة الموقف الرئاسي المتجدد بأنه موقف مفاجىء وغير متوقع ويُجافي الايجابية التي عبّر عنها رئيس الجمهورية بأنه سيكون عاملاً مسهّلاً للتأليف، إذ انه بدلاً من ان يخرج من كُمّه أرنباً للحلحلة، أخرج عموداً وضع في دواليب التأليف في لحظة دقيقة كان التأليف يقترب من خواتيمه الايجابية.

وأعربت المصادر عن اعتقادها أنّ اعادة فتح موضوع المداورة يطاول مباشرة موضوع ​وزارة المال​، وجَعلها من ضمن حصة ​الطائفة الشيعية​. وهو الأمر الذي لطالما أصرّ عليه ​الثنائي الشيعي​، وسبق للرئيس المكلف أن حسم إسنادها الى الطائفة الشيعية عشيّة تكليفه تشكيل الحكومة.