لفت راعي أبرشية ​مار مارون​ ​أوستراليا​ المطران انطوان- شربل طربيه إلى انه "كم هو مهم اليوم ان نضع مواهبنا ووزناتنا وإمكاناتنا من أجل اخوتنا واخواتنا الذين قست عليهم الايام والظروف، خصوصا في ​بيروت​، وهم ينتظرون ان تمتد نحوهم يد الرحمة والمعونة... وهكذا عندما يأتي زمن الحساب والدينونة يكون الثواب لمن ثمر وزناته وعطاياه في عمل الرحمة والخير، ويكون العقاب لمن اغلق بابه ومنع عطاياه عن اخوته المحتاجين والفقراء".

وخلال ترأسه قداس الشكر والتضامن مع بيروت الذي دعت اليه ​المؤسسة البطريركية المارونية​ ​العالم​ية للإنماء، قال: "يختلف احتفالنا بالقداس اليوم عن اي قداس احتفلنا به سابقا في رعايا ابرشية بيروت. ف​كنيسة مار مخايل​ لها تاريخها وحضورها في هذه المنطقة، وقد صمدت في زمن الحرب وكانت ملجاء للكثيرين من ابناء المنطقة والرعية. لم نكن نتوقع اننا سنعود يوما الى هذه الكنيسة ونشهد من جديد على الاضرار الكبيرة التي لحقت بها. لذلك كانت بداية قداسنا اليوم عند ​الساعة​ السادسة مساء و8 دقائق: لا لنتذكر ال​انفجار​ المرعب وتداعياته، انما لنفجر حدثا من نوع آخر: انه وبحسب الكاتب الفرنسي روول فوليرو، انفجار ​المحبة​ و​السلام​. فليرم كل منا ​قنبلة​ سلام او قنبلة محبة حوله في العالم. من هذا المنطلق، لا بد من تنطلق ​مسيرة​ جديدة، انها مسيرة العطاء والرحمة،انها مسيرة التغيير والرجاء ،انها مسيرة الشفافية والمسؤولية، انها مسيرة رفض الامر الواقع والعمل على تغيير ما يجري ووضع خطة وطنية جدية لإنقاذ البلاد".

وأشار إلى انه "يختلف ​لبنان​ الوطن هذه المرة عما كان عليه في آخر زيارة لنا إليه في حزيران 2019: لم يعد قبلة انظار شبابه الطموح والواعد، فقد تجاوزت ​البطالة​ عتبة 50 في المئة وأصبح الكثيرون يبحثون عن طريق للهجرة الى اي بلد آخر، يؤمن لهم ما تقاعس المسؤلون عن تأمينه لشباب الوطن. والمؤسف أن الكثيرين في الخدمة العامة استغلوا موقع المسؤولية، لا ليخدموا الناس وقضايا الوطن، انما لتأمين مصالحهم الشخصية والانانية على حساب ​الدولة​، فنجحوا بتكديس ثروات تفوح منها رائحة ​الفساد​ و​اختلاس​ ​المال​ العام، ويؤسفني القول ان كل ذلك يحصل امام عيون الجميع واتضحت الارادة الشريرة التي تغطي الفساد والفاسدين وتدعم البعض في الداخل اللبناني لكي يستبد ويهيمن ويسقط كل ما يقف في طريق سيطرته غير المشروعة على الدولة ومؤسساتها في لبنان".

ورأى أن "تضامن اللبنانيين مقيمين ومغتربين هو السد المنيع امام تغيير هوية لبنان وهو بالوقت عينه فعل ايمان ووقفة عز ووفاء خصوصا لدماء الشهداء". وقال: "بالرغم من صعوبة المرحلة وتحطم امواج الطموحات عند صخور الانهيار الاقتصادي والمعيشي، فلنبدأ ورشة عمل تعيد الثقة لأن لبنان باق، وبدل ان نلعن الظلمة الحالكة تعالوا لنضىء معا شمعة ايمان ورجاء في سماء هذا الوطن الحبيب".