أكدت أوساط سياسية محايدة ان "رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ لن يُقدم على تشكيل حكومة تكون نسخة طبق الأصل عن ​حكومة حسان دياب​ التي ولدت منهوكة القوى بسبب عدم قدرتها على اتخاذ القرارات الصائبة وتحرير نفسها من وصاية القوى السياسية التي كانت وراء المجيء بحكومة اللون الواحد.

وشددت هذه الأوساط في حديث لـ"الشرق الأوسط" على انه " لا صحة لما يتردّد بأن ما يهم الحريري العودة إلى ​رئاسة الحكومة​ بأي ثمن لأنه يدرك سلفا بأنه سيدخل في مواجهة مع ​المجتمع الدولي​ وعدد من ​الدول العربية​ المنقطعة عن التواصل مع ​لبنان​ الرسمي من دون أن يغيب عن باله رد الفعل الشعبي، بصرف النظر عن كل ما أصاب ​الحراك الشعبي​ من انتكاسات باتت تفرض على من يقوده بأن يبادر إلى تقويم تجربته وصولا إلى تجديد هذا الحراك في شكل آخر ببرنامج مطلبي وسياسي واضح".

ولفتت إلى أن ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ يقف الآن أمام اختبار جدي قد يكون الأخير مع دخول ولايته الرئاسية في ثلثها الأخير لعله ينجح في خفض الخسائر السياسية التي لحقت بعهده، مشيرة إلى ان "المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس ​إيمانويل ماكرون​ لإنقاذ لبنان منحت عون الفرصة الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من ولايته من دون أن تؤدي حتما إلى إعادة تعويم تياره السياسي".

ورأت هذه الأوساط أن الحريري هو الآن في وضع سياسي غير وضعه السابق ولديه فرصة ذهبية لاسترداد شارعه وفتح الباب أمام التصالح مع جمهوره، رغم أن تكليفه قوبل بارتياح في ​الطائفة السنية​ على خلفية استعادته الموقع الأول للطائفة في المعادلة السياسية بعد أن صودر لفترة بسبب تشكيل حكومة من لون واحد برئاسة دياب الذي لم يتمكن من أن يعيد التوازن إلى ما كان عليه في السابق بين الرئاسات الـ3.