أكّد رئيس حزب "​القوّات اللبنانيّة​" ​سمير جعجع​ أن "هناك تواصل عبر مسؤولين "قوّاتيين" مع مجموعات في ​الثورة​"، مميزاً بين "مجموعات الناس التي شاركت في "الثورة"، وهي كانت "الثورة الحقيقيّة"، وبين مجموعات كرّست نفسها ناطقة باسم "الثورة". ويسأل: "أين كانت "الثورة" حين أعيد ​تكليف​ الرئيس ​سعد الحريري​ بتشكيل ​الحكومة​؟ هي كانت غائبة، ولكن هذا لا يعني أنّ الناس كانوا موافقين على ما حصل"، لافتاً إلى أنه يملك الكثير من الملاحظات على أداء المجموعات "التي تتنطّح لاختصار هذه الثورة وقد فشلت في إعادة إحيائها منذ حزيران الماضي".

وفي حديث صحافي، عدد جعجع أسباب انكفاء "​القوات​" عن المشاركة في ال​تظاهرات​ ومنها "طرح مجموعات مطالب مثل تغيير ​قانون الانتخاب​ وغيرها من المواضيع الكبيرة الخلافيّة، وعيش البعض في ماضٍ غابر كأنّهم لم يدركوا بعد أنّ ستالين رحل، والفوضى التي شهدتها تظاهرات كثيرة، والضغط الذي مورس على القوى الأمنيّة ما حتّم مواجهات مع ​المتظاهرين​، وهو أمر لا نريده لأنّ الاستقرار أولويّة لدينا، أما هدف "الثورة" بالنسبة إلينا فهو اقتصادي معيشي".

ورداً على سؤال عن أنه بعد اختبار أربع سنوات من العهد، هل كنت لتنتخب عون لو كانت جلسة الانتخاب اليوم؟ أجاب جعجع: "لم نكن لننتخب عون، بالتأكيد، ولكنّا تصرّفنا بطريقة مختلفة". وسئل: لماذا لم ينجح العهد، حتى اليوم، هل هي الظروف أم محيط الرئيس أم دور ​جبران باسيل​؟ فقال: "تأثير الظروف محدود، خصوصاً إن توفّرت إرادة الإنجاز، إلا أنّ السنوات الأربع كانت سيئة. نحن لا نحمّل مسؤوليّة كلّ ما حصل في البلد لرئيس الجمهوريّة، ولكن، في الوقت عينه، لم تحصل محاولات جديّة لإصلاح الوضع بل على العكس زادت الخسائر عمّا كانت عليه قبل العهد".

وعلّق على موضوع انتقال علاقة "القوات" مع "العهد" من التحالف، الى معارضة باسيل مع تحييد عون، وصولاً الى الخصومة مع الإثنين، بالقول: "تخاصمنا مع الجميع، وليس فقط مع عون وباسيل، حتى مع الحريري الذي جمعنا به تحالفٌ استمرّ ١٣ سنة، لأنّنا كنّا مبدئيّين ولا نريد أن نكون الى جانب أحد بل في الموقع الذي يجب أن نكون فيه".

وتابع: "منذ شهرين، كانت هناك موجة تطالبنا بالاستقالة من ​مجلس النواب​، وتعرّضنا لهجومٍ بعضه عفويّ وبعضه الأكبر مدبّر، ولكنّنا عقدنا جلسات طويلة لبحث الأمر ورأينا أنّ الاستقالة قد تكون مربحة في المدى المنظور ولكنّها تفقدنا القدرة على التأثير والمعارضة من داخل مجلس النواب، كما نفعل اليوم".

ورداً على سؤال عن أن معارضة "القوات" تبدو لفظيّة فقط اليوم. أين الملفات المطلوب أن تُفتح؟ قال جعجع: "المعارضة اليوم ليست للملفات، بل للملف الأكبر وهو وجود ​السلطة​ الحاليّة التي تحتاج الى إعادة تكوين. ولا ننسى الهمّ الاجتماعي الذي يستلزم جهداً كبيراً منّا، حيث نوزّع كميّات كبيرة من المساعدات الغذائيّة و​الأدوية​، ونقوم بعملٍ اجتماعيٍّ كبير في المناطق التي نُكبت في ​انفجار​ ​المرفأ​".

وتابع جعجع:"إنّ علاقات "القوات" مع الخارج، وخصوصاً مع ​العالم العربي​، هي الأفضل بين سائر القوى السياسيّة"، لافتاً الى "قدرة "القوات" على التواصل مع مختلف القوى السياسيّة، باستثناء ​حزب الله​، وهو أمر لا يتوفّر عند حزبٍ آخر".

واكد ان "هناك تواصل مع ​التيار الوطني الحر​ ولو أنّنا لم نعد في علاقة تحالفيّة. فلنقل إنّه تواصل "على القطعة".

أما عن العلاقة مع تيّار ​المستقبل​، أكد جعجع: "اننا كنّا على اتفاقٍ معه ضمن ١٤ آذار، وما زلنا نتفق معه في الخطّ الاستراتيجي، ولكن حين أصبحت الأولويّة للوضع الداخلي بدأت تبرز الخلافات والاختلافات".

وعما إذا كان يسمّي ما يفعله الحريري انتحاراً، كما يصفه البعض؟ قال: "نرى أنّ مخاطر ما يفعله أكبر بكثير من إمكانيّة نجاحه، ومع ذلك لن نتأخر عن تلقّف أيّ خطوة إيجابيّة ستقوم بها حكومته".

أما بالنسبة لإعطاء الثقة للحكومة؟ أكّد جعجع أن "الأمر يتوقّف عند طريقة ​تشكيل الحكومة​، ولكنّ ما يحصل حتى الآن غير مشجّع".

وعن صحة وقوفه في وجه عقد قمّة مارونيّة في ​بكركي​، اكد "هذا صحيح، لأنّ الخلاف اليوم ليس مسيحيّاً - إسلاميّاً، بل مع بعض المسيحيّين، وتحديداً التيّار الوطني الحر، ومع بعض المسلمين، وتحديداً حزب الله".

ووصف جعجع العلاقة مع تيّار ​المردة​ بـ "السلسة": "نتواصل، ونعقد اللقاءات، خصوصاً في محطات ​الانتخابات​ النقابيّة، ولا نهاجم بعضنا البعض ونحرص على حسن الجوار، ويعرف كلٌّ منا ما يمكن أن يحصل عليه من الآخر".

وفي الذكرى الرابعة لانتخاب ​الرئيس ميشال عون​، علق جعجع "لا أحسده على ما هو فيه. كان ​الرئيس عون​ يملك فرصةً ذهبيّة ليصبح بطلاً وطنيّاً، وحين انطلق بعهده كانت حوله قوى سياسيّة يقدر معها أن يسدّ الثغرات المتراكمة، ولكن ما حصل بعد أربع سنوات هو أن هذه الثغرات زادت عشرات المرات. حاولت شخصيّاً، ومراراً، أن ألفت نظره الى الكثير من الأخطاء، كما عقدت في مكتبي عدداً من الاجتماعات مع مسؤولين في "التيّار" عن ملف الكهرباء، قبل أن نخرج في معارضتنا الى العلن، من دون أن نفلح بإقناعهم بتغيير النهج".