رأى النائب السابق ​الياس حنكش​، في حديث لصحيفة "الأنباء"، أن "ذهنية ​المحاصصة​ والفشل التي اوصلت البلاد الى الإفلاس، هي نفسها التي تشكل ​الحكومة​ اليوم، وتضع مصير لبنان واللبنانيين في مهب الريح"، معتبرا أن "لبنان قد يكون على موعد مع ولادة حكومة مستنسخة عن حكومة تصريف الاعمال، حكومة مصغرة عن ​المجلس النيابي​، الذي فقد دوره في المراقبة والمحاسبة، نتيجة تقاسم السلطة التنفيذية وتوزيعها كمغانم حرب على الفرقاء السياسيين".

ولفت الى أن "السلطة في لبنان فشلت بكل شيء، الا بالمحاصصة، فسجلت رقما قياسيا مقارنة مع الدول الاكثر فسادا في العالم، بحيث تقاسمت مجلس النواب، والتعيينات المالية والادارية والقضائية والعسكرية، والوظائف العامة، وودائع الناس في المصارف، وحتى نيــترات الأمونيوم، وها هي اليوم تتقاسم الحقائب الوزارية بصورة مقرفة ومقيتة"، معربا ازاء ما تقدم، عن "عدم استغرابه للآلية التي يعتمدها رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ في ​تشكيل الحكومة​، علما انه استقال استجابة لمطالب الثورة بتشكيل حكومة مستقلين واختصاصيين من خارج المنظومة السياسية الحاكمة".

ورداً على سؤال حول ما قاله احد القادة في تيار "المستقبل"، بأن ما يهم الحريري هو ان يكون فريقه الاقتصادي في الحكومة متجانسا، كمدخل اساسي لنجاح حكومته في مهمتها الانقاذية، أكد حنكش ان "نجاح الحكومات يكمن بترابط العمل بين الوزراء، ولا يمكن بالتالي ربط نجاحها بالفريق الاقتصادي وحده"، مشيرا الى ان "العملية الانقاذية تتطلب الوحدة والتكامل والتجانـس في القرار التنفيذي، لان وصول البلاد الى الافلاس، كان نتيجة طبيعية لتفكك العمل الوزاري في الحكومات المتعاقبة، الامر الذي احبط استقلالية القضاء، فعم الفساد المؤسسات الرسمية، وتراجعت الاستثمارات والمساعدات الخارجية، اضافة الى انه هز عواميد السيادة، المتجسدة بوزارتي الدفاع والداخلية وسائر المؤسسات الامنية، ففشلت في ضبط السلاح المتفلت وغير الشرعي، والاخطر انه انتج سياسات عقيمة في وزارة الخارجية، فاسقط ثقة العالمين العربي والغربي بلبنان".

واعتبر أن "تكرار الخطأ، تكرارا حتميا للنتيجة، وبالتالي للفشل"، ما يعني من وجهة نظره، ان "ما نشهده اليوم من محاولات لبث الطمأنينة في نفوس اللبنانيين، ومن انخفاض في سعر صرف الدولار الاميركي، ما هو الا اجراء مصطنع وترقيع مؤقت، لا بل هروب الى الامام، حيث السقطة المدوية، فكما منع الحريري من العمل في حكوماته السابقة، سيمنع في حكومته المرتقبة من تحقيق اي انجاز انقاذي، الوجوه نفسها تعني الدوامة نفسها، ومتاهة لا مخرج منها".