رأى مستشار ​رئيس الجمهورية​ للشؤون الروسية النائب السابق ​أمل ابو زيد​، أن "ما يجري على مستوى المنطقة من رسم خرائط سياسية جديدة، يتطلب وجود لبنان على الطاولة، ممارسا دوره التقريري، لا ان يكون متلقيا للارتدادات والتداعيات، خصوصا فيما يتعلق بمصيره كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة".

من هذا المنطلق الدقيق يرى ابو زيد "اهمية الاسراع ب​تشكيل الحكومة​، انما ضمن معايير موحدة، قائمة على الشراكة الكاملة بين المكونات اللبنانية، ما يعني ان حكومة من 18 وزيرا، تستبعد عنها حيثيات سياسية وطائفية اساسية، كالوزير السابق ​طلال ارسلان​ و​طائفة الروم الكاثوليك​، غير مستحبة، وتقحم البلاد في لعبة شد الحبال بما يؤخر التأليف، وبالتالي عملية الخروج من نفق الأزمات".

ولفت ابو زيد في تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية، الى أن "المخرج من ازمة التأليف، بيد من لديه الرغبة بممارسة الحكم، فالرئيس المكلف ​سعد الحريري​ طرح نفسه كمرشح دائم لرئاسة الحكومة، وتم تكليفه على اسس دستورية صحيحة، من هنا، على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ان يبادر الى الاتفاق مع رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ على صيغة حكومية عادلة، تطمئن ​الشعب اللبناني​ بان المسار الانقاذي انطلق، وسيصل الى النتائج المرجوة، ليس فقط حيال اعادة اعمار ما هدمه ​انفجار مرفأ بيروت​، انما ايضا حيال وقف التدهور النقدي والاقتصادي، و​مكافحة الفساد​، واستعادة ​المال​ المنهوب والمهرب".

وأكد ابو زيد ان "التوافق على تشكيل حكومة اختصاص، من غير الحزبيين والمرشحين للانتخابات النيابية، موجود كعامل اساسي في تأليف الحكومة، لكن ما يجب الاضاءة عليه والانتباه اليه، هو ان الانتماءات السياسية في لبنان موجودة في كل بيت ودار، وفي كل النفوس والأذهان، وبالتالي ليس في لبنان من هو غير منتم او مؤيد او اقله متعاطف مع هذا الفريق السياسي او ذاك، المهم ان تأتي التشكيلة الحكومية متجانسة، من اختصاصيين قادرين على التعامل مع صعوبة المرحلة بالوسائل التقنية والعلمية الصحيحة".

واعتبر ان "تعقيدات التأليف بالجملة، فما ان تحل عقدة حتى يتم استنباط عقدة ثانية وثالثة، وكأن في الافق سرا كبيرا يمنع وصول التأليف الى الخواتيم المرجوة، فالعوامل الخارجية تؤثر على عملية تأليف الحكومة، لكن الاخطر منها هي العوامل الداخلية المتجسدة بمفهوم التمثيل لدى البعض، اذ لا يمكن الغاء احد أو محوه من المعادلة اللبنانية على قاعدة "انا الاقوى والأكثر تمثيلا في هذه الطائفة"، والعودة بالتالي الى النظام الاكثري في التمثيل الحكومي والنيابي، المرحلة صعبة ودقيقة للغاية، وتتطلب مشاركة كل المكونات لاخراج البلاد من دائرة الخطر".

وأوضح ان "كل يوم تأخير في تشكيل الحكومة وفق الأصول والميثاق والمنطق التمثيلي، يدفع بلبنان واللبنانيين اكثر فاكثر باتجاه الهاوية، معتبرا بالتالي ان الرئيس عون، لم يخطئ باننا ذاهبون الى جهنم في حال بقي التوافق على تشكيل حكومة الانقاذ رهن التجاذبات السياسية، ومقيد بالحسابات الخاصة".