أكّد وزير الخارجية الأسبق ​عدنان منصور​ أن "الإستراتيجية الأميركية في العالم وسياستها الخارجية لا تتغير مع تبدّل إسم الرئيس الأميركي، وبالتالي السياسة هي نفسها سواء فاز بالرئاسة ​جو بايدن​ أو ​دونالد ترامب​"، مشيرًا إلى أن "هناك عدة ثوابت أميركية تجاه ​الشرق الأوسط​، وأبرزها الحرص على النفوذ الأميركي في المنطقة لِما تحتويه من ثروات نفطية، بالإضافة إلى الاستمرار في دعم ​إسرائيل​ الذي لن يتأثّر بهويّة ساكن ​البيت الأبيض​"، موضحًا أن "​الولايات المتحدة​ لا تقبل بأيّ نوع من الوحدة الإقليميّة بين دول المنطقة".

وفي حديث لـ"النشرة"، علّق منصور على العلاقة بين أميركا و​إيران​ وما يمكن أن يطرأ عليها مع صدور نتائج الإنتخابات الرئاسية، مشددًا على أن "السياسة الأميركيّة تجاه إيران ثابتة منذ العام 1979 وهي مرتبطة بطبيعة العلاقة مع النظام الإسلامي، والعقوبات ستستمر أيضا"، مطالبا "الولايات المتحدة باعادة النظر في سياستها تجاه المنطقة، رغم معرفة الجميع أنها لن تجاري العرب ضد إسرائيل، بل ستقف دائما الى جانبها وهذا ثابت مع مختلف مَن مرّ على البيت الأبيض، وما فعله ترامب كان فاقعًا، فهو خرق كل الاتفاقيات الدوليّة وتجاوز القرارات من خلال نقل السفارة الأميركيّة إلى القدس والإعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري".

من جهة أخرى، جزم منصور بأنّ موجة الإعتراف بإسرائيل من قِبل بعض العرب لن تتوقف لأنّ الأولى واللوبيات اليهودية في أميركا لهم الدور الكبير والمؤثر داخل الإدارة الأميركية، وستكمل ضغطها للحصول على مزيد من الاعترافات"، مؤكدا أن "التطبيع لم يكن وليد الساعة وما حصل في الأسابيع الماضية جرى تمهيد الطريق له من خلال العلاقات السرّية على المستويات الأمنيّة والتجاريّة، وفي النهاية مارس الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفوذه من خلال المغريات من جهة، والضغوط من خلال العقوبات لحثّ بعض الدول على الاعتراف بإسرائيل".

وحول ما يُحكى بأنّ الشرق الأوسط لن يكون في أولويات أميركا بالسنوات المقبلة، أوضح منصور أن "اهتماماتها لا تنحصر في منطقة، وعندما نرى أكثر من 900 قاعدة عسكرية أميركيّة في العالم معنى ذلك أنها تعتبر مساحة العالم ضمن أمنها القومي، وحتما سيبقى الشرق الأوسط في رأس سلّم أولوياتها، وستسعى للإمساك بالمنطقة بشكل أكبر، كما أن تمدّد إسرائيل يصب في مصلحتها".

وفيما يتعلّق بملف ​ترسيم الحدود​ البحريّة، اعتبر منصور أنّ "أميركا تلعب دور الوسيط في المفاوضات ولكن لا ينتظرنّ أحد أن تدعم حقوق لبنان، بل هي على تحالف عميق ودعم مطلق مع اسرائيل"، مشيرًا إلى أن "مطالب لبنان واضحة وعادلة وتستند إلى قانون البحار وترسيم الحدود البرّية المعترف بها منذ العام 1924، وبالتالي ذهبنا إلى المفاوضات مستندين على وقائع محقّة والسؤال هو حول مدى تجاوب العدو الإسرائيلي معها، خصوصًا أن أميركا وقفت إلى جانب إسرائيل حتى عندما تخلّفت عن تطبيق القوانين الدوليّة"، مشددًا على أن "لبنان ليس في وارد التنازل عن حقوقه تحت تهديد العقوبات".