وضع المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس إبراهيم​، بالتعاون مع سفير اليابان في ​لبنان​ تاكيشي أوكوبو ومدير مكتب ​المنظمة الدولية للهجرة​ في لبنان التابع للأمم المتحدة فوزي الزيود، حجر الأساس لمعهد أمن عام ​الدامور​، الذي تمول جزءا منه ​الحكومة اليابانية​ بقيمة مليون دولار أميركي.

وخلال الحفل، لفت أوكوبو إلى أنه "اسمحوا لي أن أعرب في مستهل كلمتي عن التعازي الحارة للشعب اللبناني ولذوي ضحايا الإنفجار المأساوي الذي وقع في ​مرفأ بيروت​ في 4 آب، وأن أعبر عن خالص التعاطف والمواساة للجرحى ولكل من فقد مسكنا أو عملا عقب الحادث المؤسف"، مشدداً على أن "الحكومة اليابانية، كالصديق في وقت الضيق، متضامنة كل التضامن مع لبنان في وجه الازمات التي ألمت به مؤخرا. فعلى إثر انفجار المرفأ، سارعت اليابان إلى تقديم مساعدات إغاثة عبر الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) للبنان، تبعتها منحة طارئة بقيمة 5 مليون دولار أميركي تم تقديمها عبر ​الأمم المتحدة​ ومنظمات دولية للمساهمة في تعافي لبنان وإعادة إعمار البلاد في المستقبل القريب".

ونوه أوكوبو بأنه "من دواعي سروري أن أكون هنا للاحتفال ببدء بناء مركز تدريب للمديرية العامة للأمن العام، تموله الحكومة اليابانية عبر هبة قيمتها حوالي 1,3 مليون دولار اميركي، وتقوم بتنفيذه المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع ​الامن العام​ و​وزارة الداخلية والبلديات​ وباقي الجهات المختصة".

كما أكد أن "أهمية هذا المركز تكمن في بناء مهارات عناصر ​الأمن العام​ اللبناني وتجهيزهم بالخبرات المطلوبة لتعزيز قدرات إدارة وضبط الحدود، مع مراعاة البعد الانساني والمعايير القانونية الدولية. فعلى الرغم من العمل الدؤوب الذي قامت به المديرية العامة للامن العام على مر السنين لإدارة الحدود اللبنانية بشكل فعال، إلا أن التحديات اليومية في المناطق الحدودية التي تتمثل بالنزوح المستمر للاجئين والاعمال غير الشرعية، مثل التهريب و​الاتجار بالبشر​، تتطلب تدريبا مستمرا ومنتظما لإبقاء عناصر الامن العام على جهوزية تامة بهدف احتواء أي تحديات إنسانية وأمنية".

وأثنى كذلك على "الجهود والتضحيات التي يبذلها ​الامن العام اللبناني​ لحفظ الامن والاستقرار في لبنان، في ظل الصراعات الاقليمية التي تحيط بالبلد. كان جهاز الامن العام ولا يزال يشكل ركيزة أساسية في ​مكافحة الارهاب​، وسدا منيعا أمام أي محاولة للمس بالسلم الاهلي بالقيادة الرشيدة لسعادة ​اللواء عباس ابراهيم​"، مفيداً بأن "اليابان على يقين تام بأن استقرار لبنان جوهري لتحقيق الاستقرار في منطقة ​الشرق الاوسط​ ككل. فهذه ليست المرة الاولى أو الاخيرة الي تدعم فيها اليابان الدور المحوري الذي تقوم به ​المديرية العامة للأمن العام​ لحفظ الأمن والاستقرار في لبنان، إذ قامت الحكومة اليابانية بتمويل مشروع بقيمة مليون دولار أميركي نفذته المنظمة الدولية للهجرة العام الفائت لتطوير معبر الامن العام الحدودي على نقطة المصنع وإنشاء مركز طبي لتعزيز الادارة المتكاملة للحدود".

وأكد أن "الحكومة اليابانية ستبقى على استعداد لتقديم المساعدات للبنان الذي حضن عددا كبيرا من ​اللاجئين السوريين​ منذ بدء الاحداث الامنية في سوريا. كما آمل أن تعزز هذه المشاريع العلاقة الثنائية والتاريخية التي تجمع بين البلدين في مختلف المجالات".

من جهته، شكر ابراهيم دولة اليابان ممثلة بالسفير أوكوبو على "هذه الهبة التي هي الخطوة الأولى والمدماك الأول على طريق إكمال المشروع، وإنشاء مركز تدريب للأمن العام"، منوهاً بأن "الدولة اليابانية عودتنا ان تكون كريمة، وخصوصا مع الأمن العام كما تفضل سعادة السفير، والبداية كانت في المصنع، حيث تم تقديم مبلغ يوازي المليون دولار أميركي لحاجات انسانية ولرعاية موضوع عبور ​النازحين السوريين​ من والى لبنان، بالإضافة الى انشاء مركز طبي. كما لم تبخل دولة اليابان في تقديم المساعدات بعد الإنفجار المروع في 4 آب الماضي في مرفأ بيروت، والرد على هذا الإنفجار هو الإستمرار والعزيمة على البناء، فهناك من يهدم، وهناك من يعمر، نحن أخذنا القرار في الإستمرار بمسيرة الإعمار".

كما توجه بالشكر لـ "​بلدية الدامور​ على هذا العطاء، وعلى تخصيص هذه القطعة من الأرض، الجميلة جدا، لإنشاء مركز تدريب"، معرباً عن اعتقاده بأن "التدريب يجب ان يكون في مثل هذه الأجواء، فهذه المنطقة جميلة جدا، ولم تبخل علينا أبدا، ونحن لن نبخل أبدا في تقديم كل غال ونفيس من أجل الدامور وتعزيز صمود أهلها، فنحن نصر على ان تكون الدولة موجودة على كل شبر من الأراضي اللبنانية، ووجودنا اليوم يعزز هذا الصمود وهذا التصميم والإرادة على التواجد على الأراضي اللبنانية كافة".

ولفت "ليس سرا اننا افتتحنا دوائر ومراكز على مدار السنوات الأخيرة على كل الأراضي اللبنانية، وكنا مصرين على الإنتشار من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، وكان للدامور نصيب في افتتاح مركز بدعمكم، ودعم الفاعليات في المنطقة، واليوم يستكمل هذا التصميم بإقامة هذا الصرح التعليمي على أرض الدامور".

وشكر كذلك "المنظمة الدولية للهجرة بشخص السيد فوزي الزيود، على المواكبة الدائمة في المشاريع التي نقوم بها على الحدود وداخل الأراضي اللبنانية. لقد تحدث السفير عن الإرهاب ومكافحته. ونقول، نحن نؤمن ان كل التحديات وليس الإرهاب فقط، لا يرد عليها إلا بالبناء والعلم، فمن أجل ذلك أخذنا قرارا انه من أول مستويات الرد يكون بإنشاء مراكز تعليمية، وخصوصا في هذه الأيام، حيث التحدي الأول هو على المستوى التقني، فقررنا مواجهة التحدي التقني بالرد التقني وانشاء مركز معلوماتية في هذا المكان".

ولفت ابراهيم غلى ان "مسيرتنا هي في ​مكافحة الإرهاب​ وتثبيت الأمن، واليوم مسيرتنا في الاعمار طويلة وتحتاج الى دعم كل الدول الصديقة نظرا للظروف التي يمر بها لبنان، ونتمنى ألا تطول هذه الظروف بتعاضدنا جميعا ودعم الدول الصديقة والحليفة للبنان"، متوجهاً بالشكر لـ "كل الذين حضروا او شاركوا في هذا المشروع"، متمنيا "استقبال الجميع في الربيع المقبل ويكون المشروع قد انجز"، لافتا الى انه "بعد انجاز اول مبنى، سيكون مبنيان قيد الانشاء".