تناولت صحيفة "​نيويورك تايمز​" الأميركية في ​تقرير​، التحديات الخارجية التي ستواجه الرئيس الأميركي المنتخب ​جو بايدن​. ومن أبرز هذه التحديات، ​الشرق الأوسط​، وإصلاح العلاقات مع ​الصين​ و​أوروبا​.

ولفتت الصحيفة الى أن الشرق الأوسط يعتبر ملفا شائكا في السياسية الخارجية للولايات المتحدة، وقد يجد بايدن تحديات أكبر في ظل التغيرات التي شهدتها المنطقة في عهد الرئيس ​دونالد ترامب​ خصوصا في ما يتعلق ب​إيران​ وعملية ​السلام​.

وكان بايدن وصف سياسية ترامب حيال إيران بالفاشلة، ووعد بإصلاحها من خلال العودة للاتفاق النووي الذي وقعته القوى الكبرى في عهد أوباما مع ​طهران​ في عام 2015، واعدا بإلغاء فوري لحظر السفر الذي فرضه ترامب على إيران ودول أخرى معظمها ذات أغلبية مسلمة.

ومع ذلك، تنقل نيويورك تايمز عن خبراء قولهم، إن بايدن سيواجه تحديات صعبة في أي مفوضات مع إيران، معتبرة أن أي تقارب أميركي مع إيران قد ينفر ​إسرائيل​ وكذلك ​السعودية​ اللتين تريان في إيران "عدوا" مزعزعا للاستقرار في المنطقة.

وتوقعت أن يتبع بايدن، المناهض للاستيطان، مسارا مختلفا في عملية السلام يفضي إلى تواصل مع ​القيادة​ الفلسطينية التي تتهم ترامب بمحاباة إسرائيل. وهذا قد لا يكون مريحا لرئيس الوزراء الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​، رغم تصريحات سابقة لبايدن قال فيها إنه لن يعكس قرار ترامب بنقل ​السفارة الأميركية​ إلى ​القدس​.

أما بالنسبة الى الملف الصيني، فلفت التقرير الى أنه في عهد ترامب، شهدت العلاقات بين ​واشنطن​ وبكين، خلافات كبيرة حول التجارة و​بحر الصين الجنوبي​ و​هونغ كونغ​ و​تايوان​ وحقوق ​الملكية الفكرية​، وفاقم وباء ​كورونا​، الذي انطلق من الصين، حدة تلك الخلافات، مذكرة أن بايدن هاجم الصين خلال حملته الانتخابية ووصف رئيسها بـ "السفاح". لكن البعض اعتبر ذلك تكتيكا سياسيا في ظل اتهامات ترامب لبايدن بالتساهل مع بكين، خصوصا عندما كان نائبا للرئيس في عهد أوباما. أوروبا

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنه، ربما باستثناء ​بريطانيا​، شهدت العلاقات الاميركية الأوربية، في عهد ترامب، توترات شديدة ناجمة عن أسباب عدة، من بينها معارضة ترامب لاتفاقية ​باريس​ للمناخ، ودعوته لتغييرات في حلف ​الناتو​ والاتفاقيات التجارية، ناهيك عن تشجيعه القوي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي (​بريكست​). أما بايدن، فأبدى مواقف مغايرة، لذلك قد يجد نفسه في موقف محرج خصوصا مع ​رئيس الوزراء البريطاني​ ​بوريس جونسون​ الذي احتضن ترامب، معتبرة أن بايدن ليس في عجلة من أمره لإتمام صفقة بريكست.

من جهة أخرى، توقع تقرير "نيويورك تايمز" أن يتبع بايدن ​سياسة​ أكثر صرامة مع ​روسيا​ من تلك التي اتبعها ترامب الذي شكك في فائدة الناتو وقلل من أهمية التحذيرات الاستخباراتية بشأن تدخل روسيا في ​الانتخابات الأميركية​، وأعرب عن إعجابه بالرئيس ​فلاديمير بوتين​، لافتة الى أن بايدن الذي دفع، حين كان نائبا للرئيس في عهد ​باراك أوباما​، لفرض ​عقوبات​ على روسيا بسبب ضمها لشبه جزيرة ​القرم​ الأوكرانية في عام 2014، قد يسعى، إلى تمديد هذه العقوبات واتخاذ خطوات عقابية أخرى.