أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية"، ​سمير جعجع​، أن "الحلول الجديّة للأزمة التي نتخبط بها، هي إمّا ​تأليف​ ​حكومة​ بالفعل جديدة وتعمل بشكل جديد أو الذهاب إلى ​انتخابات​ نيابيّة مبكّرة أو الإثنين معاً، إلا أن ما يتم القيام به اليوم مغاير تماماً لهذه الحلول، فهم يقومون بتأليف حكومة بنفس الطريقة التي كانت تتشكل فيها الحكومات في السابق ويرفضون الذهاب إلى انتخابات نيابيّة مبكرة".

وخلال خلوة نظمها مركز ​مدينة بشري​ في حزب "القوات اللبنانية"، شدد جعجع، على أن "القوات اليوم ليست بتحالف مع أحد إلا أنّها في الوقت عينه ليست في قطيعة مع أحد"، مشيراً إلى "أننا وبالرغم من هذا الواقع نرى اليوم منا دائماً أن موقف "​القوّات اللبنانيّة​" ثابت جداً، وذلك لأن الأوضاع حرجة جداً وتتطلّب مواقف واضحة وثابتة ولا يمكننا في ظل هكذا ظروف مزرية الذهاب باتجاه تدوير الزوايا وإنما علينا اعتماد طروحات الحد الأقصى (maximaliste)، فتجاه كارثة كالتي وقعت في ​بيروت​ و​انفجار​ كانفجار ​المرفأ​ وتدهور الأوضاع الماليّة بالطبع لم يعد بالإمكان "المسايرة" لأن ذلك حرام إذ لا مكان اليوم سوى للحلول الجديّة فقط".

أما بالنسبة لما ستؤول له الأوضاع، قال: "للأسف ذاهبة إلى مزيد من التدهور، وتباعاً سيرفع ​مصرف لبنان​ الدعم عن المواد الأساسيّة الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع ​أسعار المحروقات​ و​المنتجات​ القمحيّة و​الدواء​ وعندها ستصبح رواتب من يتقاضون أجورهم بالعملة الوطنيّة من دون قدرة شرائيّة تذكر ولن يتمكنوا من سد حاجياتهم الشهريّة"، لافتاً إلى أن "​الحركة الاقتصادية​ في البلاد بحال شلل شبه كامل الأمر الذي سينتج عنه تدهور كبير بسعر صرف ​الليرة​ اللبنانيّة مقابل ​الدولار​ الأميركي ما يعني انحداراً كبيراً بالقدرة الشرائيّة للعملة الوطنيّة".

بدورها، دعت النائب ​ستريدا جعجع​ "كل فرد من الموجودين في القاعة للمشاركة وبفعاليّة تامة بورشة إعادة التنظيم التي بدأناها منذ 6 أشهر"، مشددةً على أننا "كتلة متراصة وما يصيب أو تحصل عليه مدينة بشري يصيب أو تحصل عليه أي قرية أخرى في المنطقة لذا فإعادة التنظيم تطال جميع قرى ​القضاء​ سواسية وقد قمنا بتعيين رئيس مركز لـ14 بلدة من أصل 22".

وأشارت جعجع إلى أن "النائب جوزاف اسحق وهي قد وعدا الحكيم بإتمام التركيبة الحزبيّة في المنطقة قبل ​عيد الميلاد​ المقبل، إلا أن السؤال البديهي هنا هو ما هي اهميّة وانعكاس التنظيم الحزبي على "القوّات اللبنانيّة" وطنياً والجواب واضح وصريح وهو أن الأهميّة كبيرة جداً لأن مسألة التنظيم أساسيّة جداً وجوهريّة خصوصاً في ظل الأوضاع المزرية التي نعيشها في البلاد وقبيل انتخابات نيابيّة مصيريّة لمستقبل الوطن"، مشددة على أن "التنظيم يجعلنا أكثر تماسكاً وصلابةً وللوصول إلى الدرجة التنظيميّة المطلوبة هناك مسؤوليّة كبيرة ملقاة على عاتق كل فرد منا باعتبار أنني أؤمن بعمل الجماعة، فعندما يقولون اليوم إن بشري هي "نموذج الجمهوريّة القويّة" فهذا لا يعني انني على الصعيد الشخصي قويّة بالتخطيط وقد أكون كذلك ولكن هذه النتيجة مردّها للعمل الجماعي فعندما يكون هناك رزمة متجانسة من نواب ورئيس اتحاد ورؤساء بلديات ومخاتير وشرائح المجتمع الأهلي ورؤساء المراكز والمجموعات التي تحيط بهم تشكل فريقاً منسجماً متكاملاً عندها تكون نتيجة العمل كالتي شهدناها في منطقة بشري والتي أوصلتنا إلى أن نكون "نموذجاً للجمهوريّة القويّة".

ولفتت جعجع إلى أننا "مقبلون على ورشة عمل كبيرة وانا ملء الثقة بأن رفيقنا رينيه النجار على قدر هذه المسؤوليّة وأكبر دليل على ذلك هو أنه في خلال 6 أشهر من عمله الدؤوب توصلنا لأن نكون مجتمعين هنا اليوم، كما أن لكل فرد منكم دوراً أساسياً عليه أن يؤديه من أجل أن نقوم بتحفيز جميع أهلنا في المدينة"، مشددة على أننا "حزب غير تقليدي ما يعني أننا أصحاب مواقف وقرارات غير تقليديّة التي هي في معظم الأوقات غير شعبيّة إلا أنها تكون أساسيّة وتخدم المصلحة العامة والجماعة ولدينا الكثير من الأمثلة عن قرارات غير شعبيّة اتخذناها لأنها تصب في عمق المصلحة العامة في المنطقة بغض النظر عن مردودها الانتخابي السلبي لأن هاجسي هو بشكل أساسي رفع المنطقة وأهلها إلى أعلى المراتب على الصعد كافة لذا أدعوكم لاتخاذ قرارات غير تقليديّة وجريئة من أجل المصلحة العامة لأن هذا ما يحولنا قلباً وقالباً نموذجاً لـ"الجمهورية القويّة".