أشار استاذ القانون الدولي في ​باريس​ وعميد الكلية الاميركية لادارة الاعمال في باريس فادي فاضل، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن هناك ملفين أساسيين سيحكمان توجهات ​الإدارة الأميركية​ ​الجديدة​ ب​رئاسة​ ​جو بايدن​ على مستوى ​الشرق الأوسط​، الأول هو الملف النووي ال​إيران​ي والثاني هو الصراع الفلسطيني ال​إسرائيل​ي، حيث من المتوقع أن يكون هناك مقاربة جديدة من جانب الإدارة الأميركية في المرحلة المقبلة.

وأوضح فاضل أن بايدن في الملف الأول لديه مقاربة مختلفة، فهو يريد العودة إلى الإتفاق النووي مع إيران، إلا أنه يريد التأكد من مدى إلتزامها بهذا الإتفاق، فهو يعتبر أن هذا الإتفاق غير كامل لكن يمكن أن يكون أرضية لتطويره، في حين أن الرئيس ​دونالد ترامب​ كان قد ذهب إلى الإنسحاب من الإتفاق، الأمر الذي طمأن ​الدول الخليجية​، كما نجح في قطاف ثمار ذلك في أمور عديدة، منها تجارة ​السلاح​ وجر هذه الدول إلى إتفاقات التطبيع مع إسرائيل، لافتاً إلى أن نهج بايدن يقوم على التعاون مع الحلفاء التقليدين في معالجة الأزمات، وبالتالي المرجح هو الإنتقال من السياسات الأحادية التي كان يعتمدها ترامب إلى أخرى أكثر تعاوناً مع الدول الأوروبية و​الأمم المتحدة​.

بالنسبة إلى الملف الثاني، أشار فاضل إلى أن أمن إسرائيل والعلاقات الأميركية الإستراتيجية معها من الخطوط الحمراء، معتبراً أن بايدن سيذهب إلى المحافظة على المكاسب التي كانت إدارة ترامب قد حققتها على هذا الصعيد، موضحاً أنه تبقى مسألة حل الدولتين حيث كان ترامب يتعامل معها من ضمن إطار ​صفقة القرن​ التي تقوم على الحل الإقتصادي والتجاري، في حين أن بايدن سيحاول الإلتزام بمقرارات الأمم المتحدة، مذكراً بأن القرار الأخير الذي وافقت عليه إدارة الرئيس الأميركي السابق ​باراك أوباما​ في الأمم المتحدة كان إدانة بناء ​تل أبيب​ المستعمرات.

بالإنتقال إلى الملف ال​لبنان​ي، أوضح استاذ القانون الدولي في باريس وعميد الكلية الاميركية لادارة الاعمال في باريس أن سياسات العقوبات القائمة حالياً هي إطار عام، مشيراً إلى أن بايدن سيأتي بفريق عمل خاص لكن الموظفين من الفئتين الثانية والثالثة لن يتبدلوا، إلا أنه لفت إلى أنه سيكون هناك مقاربة مختلفة لموضوع العلاقات مع ​فرنسا​، نظراً إلى أن الرئيس ​إيمانويل ماكرون​ كان قد انزعج من عملية فرض العقوبات، مرجحاً أن يكون هناك تنسيقاً أكبر في موضوع الملف اللبناني بين باريس و​واشنطن​.

واعتبر فاضل أن ​العقوبات الأميركية​ ستبقى لكن مقاربتها ستختلف، حيث ستخضع أكثر للمفاوضات والتنسيق مع الدول الأوروبية، كي لا يكون هناك أي تشويش على المبادرة الفرنسية تجاه لبنان، خصوصاً أن هذه الدول لا يهمها زعزعة الإستقرار في لبنان أو الذهاب إلى المزيد من الإنهيار على المستوى الإقتصادي.

ورداً على سؤال حول إمكانية أن يكون المحور التركي القطري هو المستفيد الأكبر من فوز بايدن في المرحلة المقبلة، أشار فاضل إلى أن ما يهم ​الولايات المتحدة​ هو إستقرار إسرائيل والشرق الأوسط، وبالتالي من المفترض إنتظار لمعرفة من من الدول سيتلقف المبادرة وسيكون أكثر إيجابية في التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة، إلا أنه استبعد أن يكون لدى الأخيرة حماس للتعاطي مع نظاك شعبوي كالنظام التركي، لا سيما أن الرئيس ​رجب طيب أردوغان​ يشن حرباً على أغلب الدول الأوروبية.

من جهة ثانية، استبعد استاذ القانون الدولي في باريس وعميد الكلية الاميركية لادارة الاعمال في باريس أن يؤثر عدم إعتراف ترامب بنتائج الإنتخابات على تسلم إدارة بايدن ​السلطة​، لافتاً إلى أن ​القضاء​ يتحرك سريعاً من أجل البت بالدعاوى القضائية التي يتم رفعها من قبل حملة ترامب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لن تتوقف عند شخص لديه عزة نفس زائدة، لا سيما أن العديد من الشخصيات التي تصنف على أساس أنها من صقور ​الحزب الجمهوري​ هنأت بايدن بالفوز.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت ظاهرة ترامب انتهت بخسارته الإنتخابات الرئاسية، أكد فاضل أن ترامب كظاهرة لم ينته، لافتاً إلى أن ترامب يخرج من ​البيت الأبيض​ لكن برصيده نحو 71 مليون صوتاً، وبالتالي قد يعود إلى الترشح في الإنتخابات الرئاسية بعد 4 سنوات، أو يكون عراب أي مرشح في ​المستقبل​، مشيراً إلى أنه لو لم يتدخل أوباما وماكينته الإنتخابية وعلاقاته كان من الممكن أن يفوز ترامب على بايدن.