من أسوأ ​الأخبار​ التي يمكن ان تسمعها هو فقدان أدوية من السوق ولأمراض مزمنة، بينما تنشط بقوة عصابات التهريب والتجارة بهذه ​الأدوية​ كل ذلك على حساب صحة المرضى الذين ينقلون أحياناً الى غرف العناية الفائقة، وأحياناً أخرى قد يفارقون ​الحياة​ بسبب عدم تأمين ​الدواء​ لهم. ما يثير إستغراب ​القوى الأمنية​ في الآونة الأخيرة، هو إرتفاع نسبة الأجانب الذين يتاجرون بهذه الادوية ويقومون بتوضيبها بهدف تهريبها الى الخارج، وعلى هذا الصعيد تكشف المعلومات أن المصريين في ​لبنان​ يتصدّرون بأعدادهم لائحة المتاجرين بالأدوية وبطرق غير شرعية. فمنذ أيام ضبطت فصيلة تفتيشات ​المطار​ في ​قوى الأمن الداخلي​ ​عملية تهريب​ كمية من الأدوية المدعومة الى مصر، بعدما عثرت عليها مخبأة داخل مكبّر للصوت كان يحمله أحد المسافرين.

قبلها بيومين فقط دهمت قوة من معلومات ​الأمن العام​ محلاً للخضار في ​برج حمود​ وعثرت في داخله على كمية كبيرة من الأدوية الصالحة للإستعمال. المداهمة كشفت أن أكثرية الأدوية التي عثر عليها موضبة داخل علب كرتونية، مخصصة لأمراض الغدد و​السكري​ وغيرها وهي مقطوعة من الأسواق.

قوّة الأمن العام وبناء على إشارة المحامي العام الإستئنافي في ​جبل لبنان​ القاضية كارمن غالب أوقفت من محل الخضار ثلاثة مصريين، إثنان منهم يستثمران المحل بعد إستئجاره من صاحبه اللبناني، والثالث يعمل معهما.

التحقيقات التي أجراها الأمن العام مع الموقوفين الثلاثة وهم م. س. و أ. .أ و أ. م. أدّت الى توقيف مصرياً رابعاً في برج حمود أيضاً بعدما أظهرت التحقيقات أنه الرأس المدبر لشبكة تهريب الأدوية الى الخارج. وبحسب المعلومات، يرجّح أن تكون مصر هي وجهة تهريب الأدوية التي عُثر عليها في محل الخضار الذي أقفله ​الامن العام​ بالشمع الاحمر بناء على إشارة القاضية غالب.

ولأن المضبوطات هي أدوية صالحة للإستعمال، أبلغت ​وزارة الصحة​ بالأمر وبعد كشف طبيب من قبلها على الادوية وعددها أكثر من ستة صناديق، قررت وزارة الصحة تلفها والسبب عدم معرفتها بكيفيّة تخزينها، وأين وبأي درجات حرارة قبل وخلال وصولها الى محل الخضار؟! الأمر الذي قد يجعلها فاسدة وخطيرة على صحة المريض في حال تناولها.

وقبل عملية تفتيشات المطار في قوى الأمن، وما كشفه الأمن العام عن عصابة برج حمود، سبق ل​فرع المعلومات​ ان أوقف منذ أيام عصابة مصرية-لبنانية تهرب الدواء الى الخارج.

لكل ما تقدم أصبحت مكافحة تهريب الدواء، الشغل الشاغل للقوى الأمنية، وحتى لو أن التهريب لا جنسية أو ​طائفة​ له، يتم التركيز على مراقبة المصريين أكثر من أي جالية أخرى، وذلك بسبب تكرار توقيف عصابات منهم كانت تنوي تهريب الدواء الى الخارج. هذه الفضائح، لا بد من تسليط ​الضوء​ عليها للدفع في

إتجاه إتخاذ القرارات القضائية الحاسمة بحق المهربين علّ ان يخفف ذلك من هذه الجرائم التي قد تقتل مريضاً في لبنان لم يتمكن من تناول دوائه، وآخر خارج لبنان بسبب تناوله أدوية فسدت بسبب سوء تخزينها.