أفادت معلومات صحيفة "الجمهورية"، عن أنّ حركة الإتصالات تكثّفت خلال اليومين الماضيين، شاركت فيها مراجع سياسيّة وجهات معنيّة بمطبخ التأليف، سعياً لاستكشاف المواقف، وما اذا كانت ارتدادات العقوبات الاميركية على رئيس ​التيار الوطني الحر​ جبران باسيل، قد بدأت تتمظهر على خط التأليف. وتبيّن من هذه ​الاتصالات​، أنّ الأجواء لم تتبدّل في ​بيت الوسط​ ورئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ ماضٍ في ذات المنحى التسريعي ل​تشكيل الحكومة​، بمعزل عن كل ما استجد. وهذا التسريع تعكسه ايضاً اجواء ​القصر الجمهوري​، ويتلاقى ذلك مع ما يؤكّد عليه رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ لجهة التعجيل بالحكومة، كون البلد لا يحتمل مزيداً من تضييع الوقت.

ولفتت مصادر سياسية الانتباه الى "انّ الصورة الحقيقية للمواقف، ستتبدّى في اللقاءات المرتقبة بين الرئيسين ​ميشال عون​ وسعد الحريري، والتي ستتحدّد فيها وجهة التأليف، إما نحو الاستمرار في المنحى الايجابي الذي سلكته مع اللقاءات السابقة بينهما، وإما في اتجاه التريّث اكثر، ربطاً بالشروط التي طرحها باسيل في مؤتمره الصحافي، وبالمعايير التي حدّدها للتسريع في تشكيل الحكومة".

وأوضحت أنه "لا وجود لأيّ رابط بين هذه العقوبات وبين ​تأليف الحكومة​، خصوصاً وانّ هذه العقوبات سابقة لملف التأليف، وليست وليدة اليوم، وهي في الأساس كانت معلومة من قبل الجهات المعنيّين بها وبأنّها ستصدر حتماً، وهو ما أشار اليه باسيل صراحة، حينما كشف عمّا دار في سلسلة اللقاءات - المحادثات مع الأميركيين حول هذه العقوبات، سواء معه شخصياً او مع ​رئيس الجمهورية​، ووسط هذه الاجواء عُقدت اللقاءات المتتالية بين الرئيسين عون والحريري، ولم يبدُ انّها كانت متأثرة بالعقوبات على باسيل، بل عكست ما يفيد بأنّ الرئيسين قطعا مسافات مهمة في الطريق الى اتمام التأليف، وأجواؤهما كانت ولا تزال توحي بإيجابيات تجاوزت الكثير من السلبيات والتعقيدات، وانّهما لا يزالان يقاربان ملف التأليف بنَفَس ايجابي لن تستغرق ترجمته وقتاً طويلاً".

وبحسب هذه المصادر، فإنّه، وربطاً بالإيجابيات التي ابداها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري بعد سلسلة اللقاءات التي عقداها، تبقي كرة حسم التأليف السّريع في ملعبهما معاً، حيث انّهما باتا محكومَين بالاستجابة لحاجة البلد الملحّة الى وجود حكومة في أسرع وقت ممكن، بالنظر الى المنحى الانحداري الرهيب الذي تسلكه أزمات الداخل المتفاقمة كورونيًّا ودولاريًّا واقتصاديًّا وماليًّا ونقديًّا ومعيشيًّا واجتماعيًّا، كما انّهما في الوقت ذاته، لا يستطيعان أن يتجاهلا الحثّ الدولي المتجدّد على التعجيل في تشكيل الحكومة، والذي عاد وعبّر عنه الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ للرئيس عون، في الاتصال الهاتفي بينهما نهاية الاسبوع الماضي، وقبله بأيام قليلة ​وزير الخارجية​ الاميركية ​مايك بومبيو​، الذي ابلغ ​الرئيس عون​ أنّ ​واشنطن​ تتطلع الى تشكيل حكومة ملتزمة وقادرة على تطبيق الاصلاحات.