أشار ​وزير الخارجية​ في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​شربل وهبة​ إلى أن "الخارجية ال​لبنان​ية لا يمكنها إلا أن تحاول أن تتلمس وترى لماذا فرضت ​الولايات المتحدة​ العقوبات وعلى أي أساس وعلى ضوئها نتحرك"، منوهاً بأن "السلطة التي تمارسها الولايات المتحدة تتجاوز حدودها، حيث أن التحالفات مع أميركا تؤثر على الناس الذين تطالهم العقوبات. لذلك طلب مني ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ كما فعل عندما صدرت عقوبات أخرى بحق الوزيرين على ​حسن خليل​ و​يوسف فنيانوس​، ووجهنا سؤالاً رسمياً، ليس من باب "رفع العتب" فقط. المنطق يقتضي أنه يجب التبليغ عن الأسباب والمعطيات التي أدت لفرض هذه العقوبات وما هي المستندات التي بحوزتها".

ولفت وهبة، خلال حديث تلفزيوني، إلى أن "​الإدارة الأميركية​ قالت عدة مرات إنها لديها لائحة عقوبات ستأتي لاحقا، وهذا لا ننظر له بشكل طبيعي او روتيني. هذه حالات استثنائية جدا وغير متعارف عليها في العلاقات الدبلوماسية التي عرفناها. هذا شيء جديد، ويجب أن نرى أسبابه من دون إزعاج للعلاقة الطيبة والعريقة مع أميركا"، منوهاً بأن "لبنان والولايات المتحدة كانوا يعتبرون من الدول الصديقة التي تتقارب بالمواقف مع الأفكار بين بعضهم البعض".

كما شدد على أنه "بالسلوك الدبلوماسي، من غير المألوف أن نشهد سجال بين سفير دولة في بلد ما ونائب او رئيس كتلة نيابية أو وزير سابق في نفس البلد، وعلينا أخذه كما حصل حيث نرى ما الذي يسبب تجاوز، واذا كان هناك تجاوز نلفت الإنتباه له". وأكد أن "​السفير اللبناني​ في أميركا من واجباته التواصل مع الإدارة الأميركية بصورة مستمرة وبشكل يومي، فالعلاقة مع اميركا احد الأقنية الأساسية فيها ​السفارة اللبنانية​ في واشنطن". وأفاد بأنه "لا يتم إطلاعنا مسبقاً على العقوبات التي يتم اتخاذها. نحن بدأنا بعيش مرحلة جديدة في التعاطي مع دولة عظمى، وأتمنى ان لا يسري هذا الأمر على دول عظمة أخرى".

ونوه وهبة بأنهم "أمام حكومات إدارية فرضتها ​الادارة الاميركية​، وهي ذات طابع سياسي مبنية على معطيات يملكونها ولا زلنا ننتظر أن يبلغونا بها. ولكن لا يمنع أن علاقتنا بأميركا صداقة قديمة ومتجذرة ولا تزال وستستمر"، مشيراً إلى أن "حين يتم فرض عقوبات على دولة ومنع التعاطي معها، يكون مجال التدخل أوسع ل​وزارة الخارجية​، وأن تفاوض وتناقش وتتباحث، في حين أن العقوبات الفردية تحتم على صاحب الشأن أن يبادر، ونحن ك​وزارة خارجية​ نعبر عن استياء او انزعاج وعدم قبول بعقوبات تطال اي لبناني، وعلينا أن نتحرك وعلى المسؤول كذلك لأنني رأيت العديد من الأشخاص لاحقوا هذه العقوبات أمام ​القضاء الأميركي​ وأخذوا براءة".

وأكد كذلك أن "الإدارات تتغير، ومن الممكن أن تقوم الإدارة الجديدة بإسقاط العقوبات، حيث أنه يكفينا ما نعانيه من أوضاع وظروف وصعوبات في لبنان".

وفيما يتعلق بموضوع ترسيم الحدود البحرية والبحرية، أشار وهبة إلى أن "المفاوضات مع العدو الإسرائيلي انطلقت منذ ثلاث أسابيع وهي لم تنطلق لتتوقف بعد ثلاث أسابيع ونصف، ومن الممكن ان تأخذ المفاوضات 10 سنوات ومن الممكن ان تأخذ أقل او أكثر. عندما نقول ان العدو تفاجأ، هذا يدل على موقف سليم أخذناه نحن وعلى صلابة المفاوض. التفاوض لا يكون إلا على حقنا وإن كان هذا يزعج العدو فلا مانع".

وأفاد بأننا "بمرحلة مفاوضات لا بمرحلة قرع طبول الحرب، وجاهزون بمعرض الدفاع عن النفس وبمعرض التفاوض الذي أقدمنا عليه، والوفد اللبناني موقفه متين، ولديه صلابة ومستند لخرائط دولية لهذا السبب انزعج العدو من دقة الإحصاءات والمعلومات التي لدينا".

بالتوازي، أشار وهية إلى ان "الخلاص اليوم يكمن في الأفكار الموجودة على الورقة الفرنسية"، منوهاً بأن "الحكومة اللبناني كلفت وزير الشؤون الإجتماعية بملف النازحين ​​​​​​، في وقت لبنان من أكثر الدول المتمسكة بقرار عودة النازحين إلى بلدهم​​​​​​​". وشدد على أنه "لدى روسيا كامل الضمانات التي تكفل للنازحين عودة آمنة إلى مدنهم وقراهم​​​​​​​"، موضحاً أن "تصريف الأعمال في وزارة الخارجية أمر غير موجود وهناك مسؤوليات تجاه السلك الدبلوماسي والمغتربين اللبنانيين​​​​​​​".