تؤكد معلومات متقاطعة بين مختلف قيادات محور​المقاومة​ في المنطقة ان الاستنفار الشامل في المنطقة سبق بأسابيع تسريبات "ًصقور" إدارة الرئيس المنتهية ولايته ​دونالد ترامب​ عن عزمه توجيه ضربة قاصمة للثلاثي ​ايران​ و​سوريا​ و​حزب الله​.

وتؤكد اوساط قيادية في محور المقاومة لـ"الديار" ان هناك معلومات من مصادر روسية وصينية وغربية عن وجود نوايا مبيتة للادارة الاميركية ولترامب لتعديل موازين القوى في المنطقة بعد تعثر الوصول الى نتائج ملموسة بالضغط الاقتصادي والعقوبات والتهويل بالحرب لكنها لم تثمر ولن تصل الى نتيجة، وهذه المعلومات سبقت اعلان ادارة ترامب او تسريب ​اخبار​ لاضربة.

لبنان​ياً، الاستنفار الكامل للمقاومة من الداخل السوري وصولاً الى الحدود الشمالية والمناطق المحررة من التكفيريين من حمص و​القصير​ و​السلسلة الشرقية​ وصولاً الى الحدود الجنوبية يعود الى ما قبل مناورة "السهم القاتل" والتي اطلقها ​العدو الاسرائيلي​ بتغطية اعلامية غير مسبوقة صباح الأحد في 25 تشرين الأول الماضي.

وتشمل المناورة تدريبات عسكرية واسعة النطاق تحاكي سيناريو حرب محتملة في أكثر من جبهة ضد "حزب الله"، وهذه المناورة مستمرة حتى الخميس المقبل

ورداً على هذه المناورة التي يعتبرها "حزب الله" تهديداً له، ومن الطبيعي وفق الاوساط القيادية في محور المقاومة نفسها، ان يرفع حزب الله من درجة الجهوزية والاستنفار اذ يحتاط الحزب من ان الاسرائيلي قد يفكر بعد اي مناورة ان يقوم بخطوة رعناء ويغامر بحرب قد يعتقدها انها تكسر معادلة الردع وتنزع عنصر المفاجأة من يد المقاومة في اي رد محتمل على مجموعة من الاعتداءات الاخيرة في سوريا وعلى الحدود الجنوبية.

وتشير الاوساط الى ان ​الجناح​ السياسي في هذا المجور، لا يستبعد ان تكون على رأس اولويات ​الادارة الاميركية​ ​الجديدة​ "ضربة ثلاثية" ضد "حزب الله" و"حماس" وايران والنظام في سوريا، لكسر هذا المحور والذي يقف عقبة امام التطبيع والتنفيذ الكامل ل​صفقة القرن​.

وتقول الاوساط ان الجانب الايراني بدوره يأخذ بجدية التهديدات التي يطلقها ترامب والتي توّجها بتغيير وزير دفاعه مارك اسبر وهو الذي نصح ترامب وادارته بعدم الذهاب بعيداً والرد على قصف ​طهران​ لقاعدة "عين الاسد" في ​العراق​ بعد اغتيال ​اللواء​ ​قاسم سليماني​ مطلع العام 2020 .

وتؤكد ان كل المعطيات تفيد بأن ترامب لن يغادر منصبه الا بتحميل الادارة المقبلة والتي سيقودها الرئيس الاميركي ​جو بايدن​ في كانون الثاني المقبل، تركة ثقيلة في ​السياسة​ والامن العسكر.

وتركز التقديرات على ان يكون التخطيط الاميركي لتنفيذ ضربات جوية خاطفة ومكثفة وان تكون مفاعلات ايران النووية ومصانع تصنيع ​الصواريخ​ البالستية، فيما يخطط العدو الاسرائيلي لتنفيذ ضربات جوية ضد مراكز الابحاث وأكبر ثكنات ​الجيش السوري​ ولا سيما منظومات الصواريخ المتقدمة . وان تكون بعض الاماكن التي حرض عليها العدو الاسرائيلي في لبنان منذ عامين وحتى اليوم والتي يزعم انها مصانع او مخازن لتخزين الصواريخ الذكية او الدقيقة التي يمتلكها حزب الله في ترسانته الصاروخية.

وتؤكد الاوساط ان هناك شهران صعبان في المنطقة حتى مغادرة ترامب ​البيت الابيض​، وعلى لبنان ايضاً والذي سيواجه المزيد من العقوبات الاميركية ولو تشكلت ​الحكومة​ قبل تسلم بايدن مهامه بعد شهرين لكنها لن تتمكن من حل اي ملف مالي او اقتصادي، او تعيد ​النازحين​ الى سوريا او تستمر في ​التنقيب​ على ​النفط​ من دون وضوح رؤية وتوجه بايدن تجاه لبنان والمنطقة.